بغداد- العراق اليوم:
ضياء ابو معارج الدراجي
أني من جيل كان يسميه البعث جيل الثورة ومن اسباب جعل التعليم إجباريا مجانيا كان تعليمنا المذهب السني في المدارسة ليعدنا للتحول المذهبي من الشيعة إلى السنة باعتبار أهلنا جهلة لا قراءة ولا كتابة لا تاثير لهم علينا وباعتبارنا أرض خصبة نتلقى ما يدرس لنا من قبل معلمين ليسوا على مذهب محمد وال محمد لقد كانت تلك الفترة بداية التحول الديمغرافي مع حملة إدخال المصريين إلى العراق. حفظنا الفاتحة مع كلمة أمين وحفظنا خطبة أبي بكر بعد استشهاد الرسول صل الله عليه وآله وسلم من كان يعبد محمد واحببنا خلفاء الدم والمعارك الغاصبين. وكنا نترضى على الصحابة القتلة ومنهم معاوية ويزيد ومروان واولاده لكن عندما وصلنا مرحلة المراهقة وكشفنا الحقائق وتبادلنا الكتب الشيعية الممنوعة في ظل حرب قاسية بين العراق وإيران. تغيرت كل مفاهيمنا وكان تأثير المجالس الحسينية التي يقيمها أهلنا الجهلة بنظر البعثية بالسر في محرم دور كبير لطرد كل ما ادخله البعث في رؤوسنا وخصوصا المجالس النسائية التي كانت تقيمها أمي حفظها الله التي لا تعرف فك الخط وأنا أجلس على حجرها طفلا انهل من المدرسة الحسنية وقصائد الملاية الحزينة بحق اولاد الزهراء واخوة زينب عليهم السلام . هناك أحس صدام والبعث بالخطأ الكبير الذي ارتكبه بتعليم أولاد الشروكية ومنها بدأت المطاردات والاعتقالات والإعدامات بمجرد حملك كتاب ديني أو صورة لمرجع أو كاسيت محاضرة الشيخ الوائلي. منعنا من لبس الأسود ومنعنا من تربية الذقن وأصبحنا مهانين يوميا من قبل البعثية والأجهزة القمعية وكنا نزلاء سجن الحارثية تقريبا أسبوع من كل شهر أو شهرين أو ثلاثة. شبابنا حمل إلى جبهات القتال دون تدريب وعادوا جثثا بعد يوم ويومين من التحاقهم. ومن يعترض على سياسية هدام حتى عائلته تمحى. عشنا في العراق منذ الولادة وحتى سقوط الهدام ولم نخرج يوما خارج البلد عشنا كل تفاصيله الحزينة والمرعبة حتى فرج الله علينا وأتم نعمته بسقوطه وتغيرت حياتنا 180 درجة نحو الافضل في ظل نظام جديد رغم الأخطاء التي فيه لكنه اهون 1000% من نظام صدام القمعي ولا يقارن به اصلا وان المقارنة بين نظام صدام والنظام الحالي هو ظلما للنظام الحالي الذي رغم هفواته بسبب سوء الاختيار لمن يتصدى للقيادة.
*
اضافة التعليق