إيران تكشف عن خيانات بحزب طالباني تقف وراء الأزمة مع بغداد

متابعة - العراق اليوم:

لم تكن زيارة قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني المفاجئة الى اقليم كردستان الا رسالة عن مدى اهتمام طهران بالملف الكردي العراقي ومحاولة لسد الطريق امام اجندات التحريض من جهات اقليمية تهدف الى اثارة ازمة بين بغداد واربيل من جهة وداخل البيت الكردي من جهة اخرى.

قيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني اكد ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني أدى دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في الاقليم بحكم ما تربطه من علاقات جيدة مع الاتحاد الوطني الكردستاني وقد نقل وجهة نظر ايران حول موضوع رفع علم كوردستان في كركوك.

وقال القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني النائب السابق حسن جهاد في تصريح تابعه ( العراق اليوم ) ،ان سليماني أدى دوراً مهماً ومحورياً في تقريب وجهات النظر والعلاقات بين العراق وايران وكذلك في العلاقات مع الاتحاد الوطني الكوردستاني وأخيراً نقل وجهة نظر ايران في رفع علم كوردستان في كركوك .

واضاف جهاد ” لكننا ومثل اغلب زملائنا لا نعلم بزيارته الاخيرة الى السليمانية ولم يتم تبليغنا بشكل رسمي او اشعارنا مسبقا بها.

من جهته كشف الحزب الديمقراطي الكردستاني,ان “الجنرال الإيراني سليماني , موجود في الاقليم لحل الازمة الكوردية . وقال النائب عن الحزب الديمقراطي , ماجد شنگالي ،ان “قائد فيلق القدس موجود في الاقليم لحل النزاعات داخل حزب الاتحاد الكوردستاني ومناقشة بعض القضايا في الاقليم” .واضاف ان “سليماني التقى بعض الشخصيات الكوردية وتدخل في حل الخلافات داخل الحزب الاتحاد الكردستاني” .

وكانت مصادر اكدت أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، التقى رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، ورئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني في زيارة لم تُعلن أجراها لإقليم كردستان، موضحة أن سليماني دعا القادة الكرد إلى التحاور مع بغداد إثر رفع علم إقليم كردستان في محافظة كركوك.

وكان مصدر كردي رفيع المستوى٬ اكد ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني٬ قاسم سليماني٬ وصل الى مدينة السليمانية وبحث مع ثلاثة من قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني٬ مساعي الكرد في اجراء استفتاء استقلال الاقليم٬ وازمة رفع العلم الكردي في كركوك ومعاقبة الحزب عدداً من قادته.وقال المصدر٬ إن “سليماني عقد اجتماعا مشتركا مع كل من النائب الأول للامين العام للاتحاد الوطني كوسرت رسول وزوجة الأمين العام هيرو إبراهيم احمد ومسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد ملا بختيار”.

وأردف ان “سليماني بحث مع قادة الاتحاد الوطني ملفات ساخنة ومنها الخلافات التي تعصف بالاتحاد الوطني٬ وكذلك مساعي الكرد في إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال الإقليم وكذلك أزمة رفع علم كوردستان في كركوك”.وتابع ان “سليماني لم يُدلِ بموقف بلاده بشأن استفتاء إقليم كردستان٬ لكنه بحث قرارات حزب الاتحاد الوطني بمعاقبة عدد من قياديه”.

 

ويدور الحديث حول عملية عسكرية جديده تنوي تركيا القيام بها على الحدود العراقية ولعلها تدخل ضمن الاراضي العراقي باتجاه شنكال ـ سنجار ـ لمقاتلة حزب العمال الكردستاني او لعل القوات التركية تذهب الى ابعد من ذلك.ويرى مراقبون ان حزب العمال تقريبا هو حليف للاتحاد الوطني والتنسيق بين الطرفين لا يخفى على أحد، وكلاهما يدعم الآخر، ومن ثم فعملية تركية عسكرية قوية، قد تضعف بالمحصلة من قوة الاتحاد الوطني، وتقوي كثيرا من سيطرة بارزاني على الاقليم، ويتم تحجيم السليمانية وهي تشهد حالة صراع داخلي مرير أمام أربيل، ما ينهي الثنائية الكردية، وما يعنيه من تأثيرات خطرة لنهاية هذه الثنائية على مستقبل عموم المنطقة بالكامل.

بدوره قال المحلل السياسي باسم العوادي ان “الزيارة معلنة للقائد الحاج قاسم سليماني للسليمانية، ولو اريد للزيارة ان تكون سرية، لبقيت على حالها ولما اطلع عليها أحد، ولكن الظاهر ان إعلانها فيه رسالة سياسية مهمة، حتى لو فرضنا جدلا انها لم تكن سوى زيارة، لكنها حتما وضعت الكثير من النقاط على حروف الوضع الكردي العراقي.

واضاف ان سليماني تعرض الى ملفات مهمة يمكن ان يشار اليها بصدد هذه الزيارة الحاسمة جدا, منها اتهامات من اعلى قيادات حزب الطالباني لقيادات اخرى بانها تعمل لحزب البارزاني، والدليل هو تلميحات شاناز ابراهيم القيادية الكبيرة، وهي اخت هيرو ابراهيم زوجة الطالباني، حيث طالبت بإعدام من يثبت تورطه بالعمل لمصلحة الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ البارزاني ـ اذن نحن أمام ملف جديد هذه المرة في طبيعة النزاع الحزبي الكردي.

واشار الى ان الصراع الداخلي داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو كالمد والجزر، يبتعد ويقترب كثيرا، ولعل ما ورد من ان لجنة الانضباط في الحزب قررت محاكمة عدد من أعضاء وقياديي الحزب، بينهم قيادات رفيعة المستوى، مثل لاهور الطالباني وشهناز إبراهيم أحمد

واكد ان سليماني ناقش أزمة كركوك الاخيرة والتي كان الاتحاد الوطني خلفها، والتي كادت ان تولّد نزاعاً في غير محله ووقته، ولا سيما وان رمزية رفع علم الإقليم وبصورة علنية من مجلس محافظة كركوك، وبهذه الصورة العلنية كان فيه اشارات الى ضم كركوك الى اقليم كوردستان، وقد سجلت بعض مراكز المتابعة بان هناك انسياقاً غير مفسر لدى بعض قيادات الاتحاد الوطني خلف مشاريع السيد مسعود البارزاني وتبنيهم موضوع الاستفتاء، وعدم تخوف البارزاني من مسألة سيطرة الاتحاد الوطني على كركوك، وتشكيل وفد مشترك ذهب الى محاورة بغداد، بالرغم من ان حركة التغيير بقيت خارج اطار كل هذه الترتيبات وشككت بها، فهل كانت هذه الاندفاعة في الاتحاد الوطني مجاملة لمحور جديد بالمحصلة يقال ان ايران قد بلغت اربيل والسليمانية بانها وتركيا بالضد من اي اجراء علني يخلق مشكلة في العراق او يفسر على كونه جزءاً من ضم كركوك للاقليم وكذلك بالضد من العمل على موضوع الانفصال حاليا.

الى ذلك اعلن ائتلاف الوطنية رفضه اي تدخل من دول الجوار في الشؤون الداخلية للعراق ، داعيا الى حصر الزيارات بالرئاسات الثلاث .وشدد النائب عن الائتلاف عبد الكريم عبطان في تصريحتابعه ( العراق اليوم ) ، اننا ” نرفض تدخل دول الجوار في شاننا الداخلي بما فيها ايران ” ، مركّزا على ان ” ازمة رفع علم الاقليم فوق مباني كركوك الحكومية شأن داخلي عراقي لا يستدعي تدخل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني به ” , خاصة بعد اجرائه عدة لقاءات مع القادة الكرد بهذا الخصوص . مبينا ان “العلم العراقي هو الذي يجب ان يرفع فوق مباني كركوك الحكومية وليس علم الاقليم لان كركوك عراقية” .

واضاف عبطان اننا ” لسنا مع سياسة المحاور التي تؤثر في سياستنا الداخلية ، كما نعمل جاهدين على ابعاد مثل هذه التحركات من اي جهة صديقة بما فيها ايران ، مؤكدا انه لا يخفى على الجميع نفوذ ايران وتدخلها في العراق” . واشار عبطان الى انه من “الاجدر ان تلتقي الوفود والجهات الدولية المفاوضة بالرئاسات الثلاث دون اي شخصية اخرى ومن ثمة التنسيق مع حكومة بغداد لزيارة الاقليم او غيره” .

علق هنا