بغداد- العراق اليوم: يقال عش رجباً، ترى عجباً، و ها نحن بعد أن طوينا صفحة رجب، نشاهد إستمرار العجائب والطرائف والفكاهة و المصائب أيضاً، في ظل عراق ديمقراطي ( يراد له أن يكون عبارة عن هيكل مجوف) حيث لا صحافة حرة وشفافة تحاسب و تراقب، و لا قلم يتحدث للناس عما يدور في الكواليس، و لا حتى إعلام يتمتع بقدر من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، بل إن المسؤول في عراق اليوم يريد، ان يبتلع الناس السنتهم، فيما هو يواصل ابتلاع الدولة بمقدراتها، بلا رحمة و لا هوادة . اخر مسلسلات العجائب التي اكتشفناها، أن قناة مميزة، يديرها اعلامي و صحافي عراقي قدير، هو الدكتور حميد عبد الله، و اسمها ( تلك الأيام) و هي قناة تعنى بكشف الحقائق و الوثائق، و الإضاءة على المخفي، و إنارة دهاليز العهدين بلا تردد، نرى ان هذه القناة أغلقت، لمجرد أنها سلطت الضوء على فضيحة كبرى ، حين كشفت أن رئيس الجمهورية قام بإيجار منزل سكرتير صدام الشخصي، المقبور عبد حمود، على السفارة الكويتية في بغداد، مقابل 50 الف دولار شهرياً، في تصرف غريب و غير مفهوم.
و بدلاً من الرد على ما ادعته القناة، نفياً أو ايضاحاً، نسمع أن القناة أغلقت لربما بضغوط على إدارة شركة يوتيوب ، و لربما بطرق لا نعرفها.
فهل هذا هو الحل، و هل إغلاق قناة على منصة إلكترونية، ينهي مثلاً ملفات الفساد التي اجتاحت الدولة من أقصاها إلى أقصاها ؟. نعتقد أن هذا التصرف غير مسؤول، و لا ينسجم مع عصر المعلومة و الشفافية، و لا يمكن أن تعود سياسة حجب المعلومات مرة أخرى مهما كان السبب و مهما كانت الظروف المحيطة.
*
اضافة التعليق