هل يتيح الذكاء الاصطناعي التسوق في غرف افتراضية؟

بغداد- العراق اليوم:

أكد كارل إسكريت، الرئيس التنفيذي لشركة «لايك ديجيتال» أن الذكاء الاصطناعي يساعد مواقع التسوق الإلكتروني وتجار التجزئة التقليدية في الحصول على توقعات مستقبلية، بشأن مبيعاتهم، وتقديم دعم أفضل للمتسوقين وإعادة استهدافهم من جديد، فيما بلغت قيمة قطاع التجارة الإلكترونية عالمياً 5.7 تريليون دولار 2022، تمثل 20% من إجمالي مبيعات التجزئة.

وقال إسكريت ل «الخليج»: يضمن الذكاء الاصطناعي تجربة تسوق أكثر سهولة وسلاسة وملاءمة وخصوصية أسرع من أي وقت مضى المتسوقين، مشيراً إلى أنه وبدلاً من التخوف من الروبوتات، سيعمل التجار على التفاعل معها، كما أنه ليس من الضروري أن يكون المتسوقون خبراء في التقنيات، بقدر ما يستلزم التركيز على التحولات الرقمية بقطاع التسوق والتجزئة لزيادة المبيعات.

وأضاف: أن تأثير هذا الذكاء والتعلم الآلي على مستقبل التسوق الإلكتروني بات كبيراً جداً، مشيراً إلى أن شركات مثل: «أمازون» و«علي بابا»، حققت قفزات سوقية هائلة، بفعل هذه التقنيات التي أسهمت في إضفاء الطابع الشخصي على تجربة التسوق عبر الإنترنت.

سجلت «أمازون» وحدها 5.9 مليار زيارة مباشرة في إبريل/ نيسان 2023، حيث يستفيد تجار التجزئة من الذكاء الاصطناعي في تحليلات التنبؤ وتخصيص تجربة العملاء، إذ يتم تحليل المشتريات السابقة والمنتجات الشائعة وأنماط البحث لفحص الملايين من المنتجات في أسواقهم.

وتعتمد «أمازون»، على تحليل نمط الاستخدام للتنبؤ بدقة عن وقت احتياج المتسوق العادي إلى إعادة تخزين المستلزمات المنزلية، ما يوفر إشعارًا في الوقت المناسب حول الحاجة إلى منظفات الغسيل أو القهوة أو مستلزمات النظافة الشخصية.

ومن جهة أخرى، يقوم تطبيق «سيفورا» بتخصيص تجربة المستخدم عبر توفير مقترحات منتجات مخصصة، وفقًا للميزانية المتوقعة للمتسوق، ما يسهم في تحسين تجربة المستخدم بشكل شامل وزيادة معدل التحويل.

المستحضرات والملابس

وأوضح إسكريت أن تقنيات تطوير غرف قياس الملابس الافتراضية، تعتبر حالياً إحدى التحولات اللافتة بقطاع التسوق الإلكتروني، والتي تمكّن المتسوقين من تجربة مستحضرات التجميل والملابس والأحذية مباشرة من أماكن إقامتهم. ويتيح هذا النمط المبتكر، القائم على الذكاء الاصطناعي والواقع المعزّز، للمتسوقين تجربة المنتجات بشكل واقعي، دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم والذهاب إلى المتجر، وأن العديد من العلامات التجارية بات يطبق هذه التقنيات فعلياً، ومن المتوقع أن يشهد سوق غرف قياس الملابس الافتراضية عالمياً نموًا ملحوظًا، حيث يتوقع أن تصل قيمتها إلى 14.87 مليار دولار عام 2029، مقارنة ب4.03 مليار دولار العام 2022.

وأشار إسكريت إلى تمكن تقنية البحث المرئي، في حال عدم تأكد المتسوق من العلامة التجارية، التي يعتزم الشراء منها، مثل التي يوفرها تطبيق «أسوس»، أن تقدم للمتسوق فرصة تحميل صورة للمنتج الذي يبحث عنه فعلياً، وتُقدم توصيات شخصية لعناصر مماثلة يمكن شراؤها فيما تستفيد هذه الخاصية من التعلم الآلي وتقنية رؤية الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل الصورة، ثم تقديم اقتراحات استنادًا إلى الألوان والأشكال والأنماط.

استخدام الألعاب

ويوفر موقع «إيباي» نظام المزايدة الافتراضية الخاص به طابع الألعاب على تجربة التسوق، بهدف الحفاظ على وجود المتسوق لفترات أطول، ما يسهم في بناء الولاء للعلامة التجارية. ووفقًا ل «بوسطن ريتايل بارتنرز»، يعتزم 87% من تجار التجزئة تبنّي طابع الألعاب، خلال السنوات ال 5 القادمة، ما يعزز هذا المجال محوراً رئيسياً لتطوير تجارة التجزئة التجريبية.

خلف الكواليس

ورأى إسكريت: يُؤدي الذكاء الاصطناعي أدواراً بارزة خلف الكواليس، لكنها لا تقل أهميةً عن الأدوار الأخرى، حيث يبدأ تأثيره من خلال برامج الدردشة الآلية التي تساعد في تحديد مكان الطلبات المفقودة، ويمتد إلى التنبيهات عند نفاد المخزون من منتج محدد في قائمة رغبات المتسوق. كما يقوم بتسهيل عملية التسوق عبر الإنترنت، حتى وصول الطلب النهائي كما يجعل تجربة البيع بالتجزئة أكثر استدامة، عبر تقليل نسبة المرتجعات وتقليل تكاليف الشحن والتعبئة، ما يعود بالنفع على المتسوقين والتجار والبيئة.

علق هنا