أحمد أبو سمرة ولد في فرنسا وأقام لسنوات طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية- أرشيفية
بغداد- العراق اليوم:
نعى تنظيم داعش بشكل رسمي، الخميس، منظّره "الخفي"، الذي أسس نهجا إعلاميا جديدا للتنظيم، وأحدث جدلا واسعا بفتاويه، التي اعتبرها جميع المنظرين الجهاديين "شاذة".
تنظيم داعش ، وعبر مجلته "النبأ"، نعى أحمد أبا سمرة، البالغ من العمر 35 عاما، الذي حمل عدة ألقاب، أبرزها "أبو سليمان الشامي".
وقال التنظيم إن أبا سمرة أسس رفقة "أبي محمد الفرقان" مجلة "دابق"، وبعدها "رومية" و"القسطنطينية"، وأسسا مركز الحياة، وغير ذلك.
حديث التنظيم عن أبي سمرة يؤكد قيام الأخير بتأسيس نظام إعلامي متكامل، وبلغات مختلفة، حيث إن أبا سمرة ولد في فرنسا، وأقام سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية التي يحمل جواز سفرها.
ووصف التنظيم أبا سمرة بأنه "طالب علم من الصنف النادر من العلماء"، قائلا إنه فضّل "الجهاد" على "ملذات الدنيا".
وأوضح التنظيم أن أبا سمرة درس برمجة الحاسوب في جامعة "ماساتشوستس" ببوسطن الأمريكية، قبل أن يغادر إلى باكستان، واليمن، والعراق؛ بهدف الالتحاق بـ"المجاهدين"، وفقا للتنظيم.
وتابع التنظيم بأن أبا سمرة ورفاقه فشلوا حينها في الوصول إلى مبتغاهم، وعادوا إلى الولايات المتحدة، إلا أن الشاب ذا الأصول السورية فرّ إلى بلده الأصلي، بعد انكشاف أمره من قبل الاستخبارات الأمريكية، حيث كان يَعدّ رفقة آخرين لتنفيذ عملية داخل أمريكا.
وقال التنظيم إن أبا سمرة بقي مقيما في حلب لغاية انطلاق الثورة السورية، حيث شارك فيها، وأصيب حين كان منتميا لأحد الفصائل، قبل أن يلتحق بـ"جبهة النصرة".
وأوضح التنظيم أن أبا سمرة "اكتشف خيانة الجولاني"، وانضم إلى " داعش "، مبينا أن ذهابه جاء بالتزامن مع موافقة "النصرة" على طلبه المتكرر حينها بتفجير نفسه في أحد مواقع النظام، والذي فسره التنظيم بأنه محاولة من جبهة النصرة للتخلص منه.
وكشف التنظيم أن "أبا محمد الفرقان" أمر أبا سمرة بعدم تفجير نفسه، وضمّه إلى "ديوان الإعلام"، لينطلقا معا في مشاريع إعلامية كبيرة للتنظيم.
وبحسب التنظيم، فإن أبا سمرة كان مسؤولا عن إدارة وتحرير مجلة "دابق"، وأسس بعد ذلك رفقة "الفرقان" مجلات المنبع (بالروسية) والقسطنطينية (بالتركية) ودار الإسلام (بالفرنسية).
وكشف التنظيم أن المقالات التي كانت تُنشر باسم "أبي ميسرة الشامي"، كان أبو محمد الفرقان فيها يزود الأفكار لأبي سمرة، الذي كان يصوغها بطريقته.
ويعد أبرز تلك المقالات ما أفتى به "أبو ميسرة الشامي" بوجوب طلاق نساء عناصر المعارضة، بمن فيهم عناصر "جبهة النصرة" حينها.
واعتبر المقال أن العلاقة بين نساء عناصر المعارضة "زنا"؛ بحكم أنهم "مرتدون عن الإسلام".
وقال التنظيم إنه وبعد صدور العدد الأول من مجلة رومية، قتل أبو محمد الفرقان بغارة للتحالف على الرقة، "فحزن لفراقه أبو سليمان أشد الحزن، وظهر ذلك عليه واضحا، فكان في أكثر أوقاته شارد الذهن، حائر النظرات، لا تكاد الابتسامة تعرف إلى وجهه سبيلا".
وتابع التنظيم بأن أبا سمرة ألح حينها للخروج إلى "الرباط"، وشارك في معارك شمالي مدينة الطبقة، وقتل بقذيفة أصابت منزلا كان يتحصن به رفقة عدد من عناصر التنظيم.
يشار إلى أن اسم "أحمد أبو سمرة" برز في العام 2009، حين أدرج على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي "FBI".
واحتل أبو سمرة المرتبة 24 على لائحة المطلوبين، مع مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
ووجهت محكمة أمريكية تهما غيابية لأبي سمرة، منها "تكرار السفر إلى باكستان واليمن لتلقي تدريبات عسكرية؛ بغرض قتل جنود أمريكيين في الخارج، والتآمر لتقديم الدعم المالي للإرهابيين، والتآمر على القتل في دولة أجنبية، والإدلاء بإفادات ومعلومات كاذبة".
وكانت صحف أمريكية قالت إن أبا سمرة عمل في شركة اتصالات، وبرع في استخدام التكنولوجيا وبرمجة مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن صحفا بريطانية وأمريكية قالت إن أحمد أبا سمرة هو من يخرج الإصدارات الهوليودية لتنظيم داعش .