التضامن العارم مع غزة إدانة قاطعة لليمين

بغداد- العراق اليوم:

 

جاسم الحلفي

وجدت حكومات اليمين الأوربي تهم "الإرهاب" و"معاداة السامية" و"التحريض على العنف"، هذه الأيام، جاهزة لوصم كل داعم للشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى حرب إبادة جماعية.

والأدلة على ذلك لا حصر لها، ولا يتسع المجال لادراجها.

فقد هدد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين باتخاذ إجراءات قضائية ضد المؤسسات والمنظمات المدنية والشخصيات المتضامنة، بتهمة التحريض على الإرهاب حسب المادة 40 من قانون العقوبات الفرنسي!

وضغط رئيس بلدية نيس الفرنسية ورئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي على اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية يوسف عطال لإجباره على حذف منشور على صفحته بالفيس بوك، تضامن فيه مع أطفال غزة وهم يتعرضون لجرائم قتل يومية بأساليب همجية فاشية.

وتعرض آخرون من ابرز نجوم الرياضة من أصول عربية لضغوط مشابهة، بسبب شجبهم جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ومنهم محمد النني لاعب أرسنال الإنكليزي، والمغربي نصير مزراوي، مدافع بايرن ميونيخ الألماني، فيما حذف الاتحاد الدولي للسباحة صور السباح المصري الأصل عبد الرحمن سامح من كل منصاته، بدءًا من الموقع الإلكتروني إلى بقية مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب إدانته للعدوان الفاشي على الشعب الفلسطيني، رغم إحرازه الميدالية الذهبية في سباق 50 مترًا المقام في العاصمة اليونانية.

ورغم التهديدات التي تعرض لها سامح فإنه لم يتراجع عن موقفه، ورفض الاحتفال بإنجازه فيما أطفال غزة تحت القصف.

واتضحت بما لا يقبل الشك مواقف حكومات اليمين الأوربي، المساندة للعدوان الاسرائيلي الغاشم، وهو يوغل في تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية، مطلقا العنان لقواته بقتل المدنيين يوميا وأمام أنظار العالم. وإذا كانت اسرائيل قد داست على الشرائع والقوانين والمعاهدات الدولية ، وراحت تستخدم الأساليب الفاشية في هجومها البري على غزة، في دون اي اعتبار لقرارات الأمم المتحدة، فان مواقف حكومات اليمين الأوربي هي أيضا تتمثل في ادارة الظهر للقيم التي نادت بها أوربا منذ عصر التنوير !

ويأتي هذا في انقلاب غير مسبوق على حقوق الإنسان، وبالأخص الحق بالحياة.

فالموقف الأوربي الرسمي هو اطلاق للضوء الأخضر في اتجاه قتل المدنيين في غزة، وبهذا تجعل أوربا الرسمية نفسها شريكة غير مباشرة في جريمة حرب الإبادة الجماعية لشعب اغتصبت حقوقه.

والامر الذي لم تدركه حكومات اليمين الاوربية، هو ان الضمير الإنساني اثبت انه أقوى من أساليب تكميم الأفواه التي مارستها هي ضد كل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد لاحظنا حضور الحركات الاجتماعية بعنوانها التضامني، وهي تجوب شوارع العواصم الاوربية وتتمركز في مراكزها، بحضور واسع وتنظيم دقيق، في تعبير عميق عن ان صوت الحق هو الأقوى والأبلغ في إظهار معاناة الفلسطينيين الإنسانية فى قطاع غزة بشكل خاص، الذي يئن مما يتعرض له منذ اكثر من شهر وعلى مدار الساعة، من توحش إجرامي امام أنظار العالم.

ان الصوت الهادر لحركة تضامن الشعوب مع غزة المستباحة، هو قرار أدانة قاطع ومدوي للعدوان الاجرامي الغاشم ضد شعب فلسطين وارضه وحقوقه.

علق هنا