بغداد- العراق اليوم:
فالح حسون الدراجي
افتتاحية جريدة الحقيقة
تتجه الأنظار غداً (الجمعة) الى لبنان، حيث سيلقي الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله خطاباً تاريخياً مهماً، وخطيراً، سيكشف فيه عن موقف (الحزب) من الانخراط الكامل في الحرب، وقد أوضحت مصادر مقربة من "حزب الله" أن (السيد) بعث منذ يوم الأحد الماضي، برسالة تحذيرية للأميركيين مفادها ضرورة أن توقف إسرائيل، هجماتها في غزة ولبنان، وأعطاهم مهلة حتى مساء الخميس - أي قبل الخطاب بيوم واحد. وبما أن الكيان الصهيوني لم يوقف هجماته في غزة حتى هذه اللحظة، بل ولن يوقفها حسب تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه، فهذا يعني أن (السيد) سيعلن وينفذ موقفه الحاسم بشكل واضح ودون الحاجة الى تهديد أو وعيد آخر ..! ولكن، هل تسمح ظروف حزب الله، ولبنان، وعموم المنطقة لاندلاع حرب اقليمية ستأكل الأخضر واليابس، وقد تنذر بحرب كونية وليست اقليمية فحسب.. خاصة وأن الجميع يعلم أن المشاركة الفعلية لحزب الله ليست كغيرها من المشاركات الحربية التي تحصل الان ضد اسرائيل.. والحقيقة التي يجب الاعتراف بها، أن حزب الله أقوى عسكرياً وقتالياً ومادياً من كل قوى محور المقاومة .. ولعل اسرائيل اكثر من غيرها تعرف حجم التأثير العسكري والنفسي الذي ستحدثه مشاركة حزب الله في هذه الحرب، وتعرف دون شك النتائج المهمة التي ستتحقق في الميدان لصالح القوى المواجهة لإسرائيل، ولا أريد هنا أن أتحدث عن الأسلحة والصواريخ والقوة العسكرية الهائلة، ولا عن القدرات القتالية التي يملكها حزب الله، فهذا امر بات يعرفه الصديق والعدو معاً.. إن لمشاركة حزب الله دوراً سيسهم حتماً في تغيير نتائج هذه الحرب، وسيؤذي اسرائيل - جيشاً وكياناً - ويحدث تغييرات مهمة في الخارطة السياسية والامنية، وربما حتى الجغرافية الاقليمية.. ولكن ماذا ستكون النتايج في الطرف الآخر .. أقصد طرف حزب الله، وحماس، وغزة وفلسطين، ولبنان، وايران كذلك.. ؟ هنا يجب أن نتوقف، ونفهم لماذا يضع العالم يده على قلبه خوفاً وقلقاً مما سيقوله (السيد) في خطابه يوم غد الجمعة ! إذ ليس اعتباطاً أن يقول بايدن:دعونا ننتظر خطاب نصر الله يوم الجمعة ..! ولا اعتباطاً قول الرئيس الفرنسي ماكرون: على خطاب زعيم حزب الله سترتب مواقف وسياسات جديدة حتماً ! وكذلك ما قاله ويقوله بوتين ورئيس حكومة بريطانيا وقادة الصين والرئيس أردوغان، وزعماء العالم، وما صرحت به أغلب الوسائل الاعلامية والقنوات السياسية والاستخبارية، وما منحته لهذا الخطاب من أهمية استثنائية غير مسبوقة.. نعم، ولا أبالغ في القول لو قلت أن خطاب السيد نصر الله يوم غد الجمعة سيكون أهم وأخطر خطاب في القرن الحادي والعشرين، أو ما يتصوره، ويتوقعه وينتظر منه العالم على أقل تقدير. ولا يتوقف التحسب والقلق على السياسيين والاعلاميين والمحللين فقط، إنما أصاب الذعر اسواق النفط والبورصة واسعار صرف الدولار ومكاتب العقارات الكبرى، حتى بات خطاب الجمعة وكأنه نقطة فاصلة ستغير وجه التاريخ، وتصبح حداً فاصلاً بين ماسيطلق عليه (قبل الخطاب وبعده) ! إن أغلب المهتمين يخشون اعلان (السيد) غداً ، (النفير العام ) ضد إسرائيل، وبدء العمليات ضدها من كل الاتجاهات" خاصة وأن "قآني كان قد شدد، خلال اجتماع المجلس الأعلى، على أنه إذا لم يدخل حلفاء إيران من فصائل المقاومة المعركة لدعم الشعب الفلسطيني، فإن هذه الفصائل يمكن أن تخسر مصداقيتها وجماهيرها). وهذا يعني أن حرباً اقليمية واسعة إن لم تكن كونية تهدد العالم والشعوب برمتها ..! إن الساعات المقبلة ستكون برأيي حاسمة، إذ ستحدد على ضوئها نتائج تاريخية بكل معنى الكلمة. فالعالم يقف اليوم على قدم واحدة، والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، والساعات الآتية ستكون مصيرية بالنسبة لمحور المقاومة، لذلك (طار) اسماعيل هنية قبل لحظات بطائرة خاصة الى إيران، لإقناعها بضرورة الضغط على السيد حسن نصر من اجل ان يعلن غداً مشاركة حزب الله في الحرب، وفتح جبهة فعالة ضد الجيش الاسرائيلي بما في ذلك دخول قوات ودبابات حزب الله الى عمق الاراضي الاسرائيلية. خاصة وإن ايران وجميع فصائل محور المقاومة قد اتخذت قرار: ( ممنوع سقوط غزة) منذ بدء الحرب الاسرائيلية البرية.. والسؤال الذي يدور اليوم على ألسنة الجميع: ماذا سيقول السيد غداً، وهل سيشارك في الحرب كما تحب حركة حماس و ( تكره ) اسرائيل؟! ولاننا جميعاً، لا نعرف الجواب على هذا السؤال، إنما نستطيع عرض المعطيات العامة عسى وربما أن نفهم، ماذا سيقول السيد غداً .. ولكن قبل كل شيء علينا أن نفهم شخصية السيد .. لإن حزب الله الذي يمتلك كل الوسائل القتالية والشرعية والقومية والانسانية والفنية للمشاركة الفعلية في هذه الحرب، ويمتلك نقاطاً عديدة تمنحه طاقة وقوة مضافة نحو الانخراط الفعلي فيها، تعترضه بالمقابل حواجز عديدة تمنع او تعرقل على الأقل هذه المشاركة، ناهيك من أن السيد نصر الله هو قائد محنك، ذو شخصية واعية وناضجة وراجحة العقل، لا يغامر، ولا يقامر، فهو ليس مثل غيره من المغامرين كجمال عبد الناصر الذي دخل الحرب ضد اسرائيل ونصف جيشه يقاتل في اليمن، فكانت النتيجة الكارثية وهزيمة الخامس من حزيران، ولا هو مثل صدام حسين الذي هدد امريكا وقوات التحالف، ببندقية (منگاش) الصدئة فكانت النتيجة أن أخرج صدام من حفرة العار .. ولما كان لحسن نصر الله مواصفات عقلية عالية، فهو يعلم ان اسرائيل تمتلك اسلحة فتاكة ربما لم تستخدمها بعد، فضلاً عن وجود أضخم حاملتي طائرات في العالم، فورد وايزنهاور، وتوفر الجسر الجوي الذي ينقل الذخائر والصواريخ الأمريكية لتل ابيب، فضلاً عن حشد الجنرالات الأمريكية والاوروبية الاستخباراتية، وبارجتين بريطانيتين، وطائرات مقاتلة ومسيرة، واسلحة فرنسية والمانية، وغيرها، وكلها في خدمة الكيان الصهيوني.. وإن السيد يعلم أن العرب جميعاً- ما بيهم حظ - وأنهم سيتفرجون عليه، بل وسيشمتون فيه إن خسر لا سمح الله، وقد يشارك بعضهم ضده - لاسباب عديدة-! كما أن السيد يعلم أن اكثر من ثلثي الشعب اللبناني لن يوافقوه على قرار المشاركة في الحرب ولأسباب مختلفة، بل أنه يعرف أن جعجع ومن كان على شاكلته، سيستغلون الظروف ويقاتلون ضده .. ولا أظن ان (السيد) لم يسمع ما قاله وزير دفاع حكومة نتنياهو من ان اسرائيل ستدمر بيروت كما دمرت غزة، وستعيد لبنان الى القرون الوسطى في الوقت الذي يعاني فيه اللبنانيون اليوم معاناة شديدة من اجل الحصول على رغيف الخبز ..! إن السيد المعروف بعقلانيته وحصافته سيأخذ بهذه المعطيات، ويداولها كثيراً في عقله المستنير، خاصة وأنه يعلم أن دول العرب الغنية لن تقدم قرشاً واحداً الى لبنان سواء قبل مشاركة حزب الله في الحرب أو بعدها، وإن ايران كما معروف لم تعد تملك الأموال الفائضة لتقدمها الى لبنان لاعادة اعماره - بعد الحرب المحتملة- عدا أن (السيد) يعرف أكثر من غيره مرارة الفقد وخسارة الأبناء، فقد سبق وأن ذاقها حين فقد عام 1997 ابنه البكر الشهيد (هادي) في مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب وجيش الكيان الصهيوني.. وكي اكون مخلصاً وصريحاً، فإن ثمة الكثير من الفلسطينيين - أنفسهم - يتمنون على السيد حسن نصر الله عدم الانخراط في حرب غزة، وسيكون الأمر أكثر دلالة حين يكون من بين هؤلاء الفلسطينيين المتمنين والداعين الى عدم مشاركة حزب الله أشخاص يعشقون السيد مثل الاعلامي الفلسطيني البارز ناصر اللحام، وقبل أن انقل بعض ما كتبه، أود أن أقول أن اللحام كما تقول سيرته: ( هو صحفي فلسطيني، ومدير مكتب قناة الميادين اللبنانية في فلسطين، ورئيس تحرير قناة وكالة معًا الإخبارية ولد في 20 أبريل 1966 في مخيم الدهيشة للاجئين في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، كان اسيراً في سجون الاحتلال الإسرائيلي حيث اعتقل 3 مرات آخرها في 1985 حكم عليه فيها ب 6 سنوات.. يتقن العبرية والإنجليزية بجانب لغته الام العربية ..) إن ناصر اللحام والملايين من الفلسطينيين والعرب وغير العرب لا يتمنون مشاركة حزب الله في هذه الحرب لسببين: اولاً حبهم لهذا الحزب المقاوم وخوفهم عليه من الإبادة الامريكية والصهيونية، قياساً الى الفوارق العددية والتسليحية بينه وبين الاعداء، وثانياً أنهم يطالبون بايقاف الحرب العدوانية على غزة وليس تسخينها، حسب ما جاء في الكثير من التصريحات والمقالات .. ومن بينها مقالة الاعلامي المحب لحزب الله والقريب جداً منه، ناصر اللحام، واليكم نص المقال: رسالة الى حسن نصر الله .. لا تدخل هذه الحرب ..!
ناصر اللحام
اشاهد وأقرأ كل يوم دعوات من الذين لا يقاتلون إسرائيل ولا يريدون قتالها ، دعوات لحزب الله وللأمين العام للحزب حسن نصر الله ان يدخل الحرب " اذا كان رجلا " !! القاعدون عن الحرب والقاعدون على اوطانهم ، والمطبّعون مع إسرائيل والمعروفة طباعهم . جميعهم يسألون كل يوم وكل ساعة : وأين حسن نصر الله وأين حزب الله ولماذا لا يدخل الحرب . هذه الدعوات ليس كرها في تل ابيب ولا رغبة في محاربة إسرائيل ، وانما شهوة لإحراق لبنان فوق راس حزب الله ولتحطيم المقاومة .
سيد حسن . انت لست مطالبا بإثبات أي شيء لاي أحد ابدا . فقد حررت بلدك ورفعت الظلم عن وطنك وقمت بواجبك تجاه رفاق حزبك وقومك ، ولست مضطرا الان لتثبت لأشباه الرجال ولعملاء الكارتيلات الغربية انك رجل مقاتل وقادر على دخول الحرب . كل جنرال حرب في إسرائيل يعلم انك قادر على ذلك . وكل مستوطن يعرف انك قادر على تنفيذ وعدك ، ولا يوجد أي سبب يدفعك لتثبت للسكارى ورواد الحانات السياسية ومواخير العار السياسي انك تحب غزة وتحب الشعب الفلسطيني . أكتب لك من فلسطيني في الأرض المحتلة الى لبناني حرر بلده . اكتب لك كمواطن سني عربي قومي الى مواطن شيعي عربي من الحركة الإسلامية . اكتب لك بصفتي ابن منظمة التحرير الفلسطينية التي خاضت كل الحروب وذاقت كل أنواع الغدر وقدمت جيوش من الشهداء وعقدت صفقات ووقعت اتفاقيات ، كما وقعت في الافخاخ ونجاها الله من الموت الف مرة . اكتب لك وانا أحترق حزنا على غزة واهلي في غزة واطفالي في غزة وبيوت العز في غزة التي هدمتها طائرات الاحتلال : سيد حسن لقد بدأت الحرب في السابع من أكتوبر وانتهت الحرب في السابع من أكتوبر ، ولا مجال للعودة الى الوراء ومسح التاريخ . فقد خاضت حماس معركة لعدة ساعات في السابع من أكتوبر وانتصرت فيها على فرقة غزة وانتهى الامر . كل ما حدث بعد السابع من أكتوبر هو انتقام من المدنيين وهدم للمدن وقتل للأطفال .وهذه ليست معركة تحرير فلسطين وانما هي معركة أخرى في مسلسل الحروب في هذه المنطقة . كل هذه الاساطيل الغربية والجيوش المجوقلة عبارة عن قوة زائدة وقتل مفرط للمدنيين لا داع له . الشعار الوحيد الذي يجب ان يرفعه العالم هو وقف الحرب .غزة لا تحتاج الى مزيد من القتل والدمار بل الى وقف الحرب .
يجب ان نحاول كل جهدنا كيلا تدخل ايران الحرب وتبقى شوكة في حلق نتانياهو ، وان لا تدخل سوريا الحبيبة هذه الحرب ، ولا العراق الشموخ ولا لبنان الحر ولا الجزائر الغالية . كنا نعشق اليمن وهل اليمن الذين احتضنوا الفدائيين حين طردتهم السفن من بيروت ورمت بهم في البحر . وقبل ان يستشهد الزعيم عرفات اوصانا خيرا باليمن واهل اليمن ، وهذا دين لهم في اعناقنا ما دمنا على قيد الحياة . أوقفوا هذه الحرب المجنونة . أوقفوا قتل الأطفال وهدم المنازل . أوقفوا نتانياهو الفاشل . أوقفوا بايدن الذي يتصرف مثل الروبوت . اذا كان نتانياهو وحكومة اليمين قد فقدوا عقولهم..
اضافة التعليق