مع اشتداد الحرب... الغضب يتصاعد في الضفة الغربية

بغداد- العراق اليوم:

بمجرد إعلان إسرائيل تكثيف ضرباتها على قطاع غزة بشكل غير مسبوق وتوسيع عملياتها البرية مساء الجمعة، خرج الفلسطينيون في الضفة الغربية للتعبير عن غضبهم في شوارع جنين ورام الله ونابلس.

ومنذ بدء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، يتصاعد التوتّر في الضفة الغربية، مع خروج تظاهرات مؤيّدة لغزة وتنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات متعدّدة أسفرت عن مقتل أكثر من مئة فلسطيني، حسب ما أعلنت السلطات الفلسطينية.

في رام الله، نُظمت بعد صلاة الجمعة تظاهرة أخرى وأخرج بعض الشباب المقاليع والكوفيات لتحدّي الجنود الإسرائيليين المتمركزين لحماية مستوطنة بيت إيل الإسرائيلية قرب رام الله.

وحول حاوية قمامة مشتعلة، وبدعم من آخرين ظلوا على مسافة أبعد، صوب الشبان مقاليعهم نحو الجنود تحت أعين المسعفين والعديد من الصحافيين من جميع أنحاء العالم.

تقول مريم إسماعيل لوكالة "فرانس برس" وسط الحشد الذي يواجه الجنود، "جئت إلى هنا تضامناً مع أهلنا في غزة، وهذا أقل ما يمكننا القيام به".

منذ عام 2007، لم تعد السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس التي تحكم الضفة الغربية، تمارس أي سيطرة على قطاع غزة بعد خلافات واشتباكات مع حركة "حماس".

وتعتبر إسماعيل أن الحشد كان سيكون أكبر لولا الاعتقالات التي جرت في الأسابيع الأخيرة واستهدفت خصوصاً أعضاء "حماس" في الضفة الغربية.

ومن حولها يقف عدد من المتظاهرين مع عائلاتهم، منهم أحمد الذي اصطحب معه ابنه زين البالغ عشر سنوات، ويقول "من الواضح أنني خائف على ابني، لكن بصراحة هو الذي طلب مني أن آتي معه إلى هنا".

وأضاف "أنا غاضب من المحتل لجرائمه المتواصلة ضد شعبنا".

تقترب سيارة عسكرية إسرائيلية ويقترب منها الشبان العازمون على المواجهة، ليبدأ فجأة إلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع. وتقول امرأة وهي تجري باكية "أنا خائفة".

وشاهد صحافيو "فرانس برس" شاباً أصيب برصاصة في ساقه اليسرى ونقل بسيارة إسعاف.

"وحدة وطنية"

قبل هذه الصدامات، تظاهر مئات الفلسطينيين في رام الله، رافعين أعلام العديد من الحركات الفلسطينية، بينها حركة "حماس"، وصور أطفال من غزة انتشلوا من تحت أنقاض بنايات تعرّضت لقصف.

ورغم أن المتظاهرين يستهدفون أساساً إسرائيل، إلا أن السلطة الفلسطينية والعالم العربي شملهما الغضب، إذ هتف هؤلاء "يا للعار بعتو الشعب بالدولار" و"الشعب يريد كتائب القسام" و"غزة التحرير قادم"...

لكن الطبيب محمود العكر (80 عاماً) الذي ينشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، يرى أن "أهم شيء الآن هو الوحدة الوطنية" لجميع الفلسطينيين، ويضيف "لن نتمكّن من خوض هذه الحرب من دون أن نتّحد".

ويرى فخري البرغوثي أن الفلسطينيين في الضفة الغربية "بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد بشأن الحرب في غزة، خصوصاً أن الأنظمة العربية ليس لها وجود".

ويضيف الرجل المنتمي إلى حركة "فتح" والذي أمضى ثلاثين عاماً في السجون الإسرائيلية، "الضفة الغربية لم تقم بدورها في دعم المقاومة، والأنظمة العربية وحتى السلطة الوطنية ليس لها وجود في الشارع الفلسطيني".

ويرى البرغوثي أن "على السلطة الوطنية أن تطلب من الناس النزول إلى الشوارع تضامناً مع غزة".

معبّراً عن رأي مشترك على نطاق واسع، يعرب زيد (25 عاماً) عن أسفه "للمعايير المزدوجة" التي يمارسها في رأيه الغرب الذي يتحدث عن "القانون الدولي في أوكرانيا" ولكنّه "متواطئ في الجرائم الإسرائيلية" في المناطق الفلسطينية من خلال "توفير الغطاء السياسي والمعدّات العسكرية والتعاون الاقتصادي".

في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، اقتحم مئات من مسلّحي "حماس" الحدود المحصنة مع إسرائيل وقتلوا أكثر من 1400 شخص، غالبيتهم مدنيون، حسب السلطات الإسرائيلية.

ردّاً على ذلك، تشن إسرائيل مذاك قصفاً يزداد كثافة على قطاع غزة. وأفادت "حماس" بخوض مقاتليها اشتباكات برية مع الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة.

ووفق أحدث حصيلة صادر عن وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، قُتل في قطاع غزة جراء القصف حتى الآن 7326 فلسطينياً، معظمهم مدنيّون، وبينهم أكثر من 3000 طفل.

 

علق هنا