بغداد- العراق اليوم: منذ تسنمه مهام عمله، رئيساً لهيئة النزاهة، لا يزال القاضي حيدر حنون ، يؤدي مهامه الوطنية و القانونية و الشرعية و الأخلاقية بعزم وبأس شديد، و لا تزال تضيق الأرض بما رحبت على الفاسدين اينما حلوا، و أينما وجدوا، حتى مع ان البعض يحاول ان يداري خوفه و هلعه و رعبه من ان تطاله يد العدالة، و ان يصله الدور الذي بدأ بأسماء كبيرة، و لم يتوقف ابداً، بل لمس المواطن العراقي تحولاً نوعياً في اداء هيئة النزاهة التي صارت تواصل الضربات القوية، فوق رؤوس تلك المجاميع الناهبة الفاسدة التي لا يهمها وطن، و تعيش في حالة طلاق بائن مع الضمير، لكن يد العدالة بدأت تصلها، بعد ان تعهد القاضي حيدر حنون علانيةً،بأنه اتٍ ليخوض معركة شرسة، معركة تطيح فيها الرؤوس، و تتساقط الجماعات، فلا مكان للفساد و رموزه، و لا احد يستطيع كبح جماح قطار النزاهة الذي وصل اخيراً لمحطة الحلبوسي مثلاَ، ليسأله و يساءله عن مصدر هذه الثروات الهائلة التي يتمتع بها هو وزوجتاه ، و كيف تمكن من بناء هذه الإمبراطورية المالية العظيمة؟.
هذه المواجهة الساخنة التي بدأنا نسمع عنها، حتى و نحن على ابواب فصل الشتاء القارس، يبدو انها حركت الدم مجدداً في عروق تيبست لسنوات في أجساد الفقراء الذين قيل لهم ان ثمة مقدسات و خطوط حمراء لا يتم الاقتراب منها، و ان ثمة ملفات محرمة لا يجرؤ احد على فتحها، و اذا بها تفتح، و يسمع الناس بكل وضوح ان الدولة بمؤسساتها الشرعية و الدستورية لا تعجز عن المواجهة، و لا تخشى اي طرف مهما استقوى، او استغل حالة الضعف التي مرت بها في اوقات ماضية.
اعاد القاضي حيدر حنون تعريف مهام هيئة النزاهة بوصفها مؤسسة مساءلة و مراقبة، و لا يمكنها ان تتنازل عن هذا الدور، او تقبل ان يفرض عليها منطق العمل بانتقائية مؤذية، لذلك فإننا نلحظ الآن تصاعد الأصوات النشاز التي تعمل اجيرة عند كبار الفاسدين، بدأت تشن حملات اعلامية ممنهجة تستهدف الهيئة و رموزها، مع ان هذه الحملات فاشلة اساساً كون المواطن العراقي يعرف تمام المعرفة ان الهيئة الحالية، برئاستها هي الاكثر نجاحاً و الاعلى اداءً منذ تأسيسها، و ان عملياتها النوعية الأخيرة قد شكلت منعطفاً مفصلياً في تاريخ العمل الرقابي و التدقيقي، و سنشهد قريباً طي صفحة الفساد و الفاسدين مهما طغوا و مهما تجبروا، فلا احد فوق الدولة ابداً.
*
اضافة التعليق