بغداد- العراق اليوم:
ضياء أبو معارج الدراجي
دائما ما يعاتبني بعض شركاء الوطن لموقفي المنحاز إلى الجمهورية الإسلامية أو كما يسمونها (إيران) رغم سردي كافة الحقائق لهم عن الدور الإيراني في نصره العراق، أجدهم غير مقتنعين إطلاقا بما أسرده وخصوصا بعد أن كان لتشرين العراق ٢٠١٩ موقفها المعادي لأي شيء له صلة بإيران أو من يدافع عن إيران. العداء العراقي التاريخي لإيران ليس قديما ولا يمتد عبر العصور الإسلامية السحيقة وإنما جاء هذا العداء العراقي ضد إيران بعد إعلان صدام حسين الحرب ضدها عام ١٩٨٠ واحتل أراضيها دون أي سابق إنذار خلال انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة روح الله الخميني رضوان الله تعالى عليه على شاه إيران وطرده خارج بلاد فارس. عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية وقتها كنت طفلا ما بين الثامنة والتاسعة من العمر وكنت متأثرا تماما بخطاب الدولة عبر القناة التلفزيونية الوحيدة التي تعمل في العراق وتابعه للحاكم والتي علمتنا كره إيران وخميني أكثر من كرهنا للشيطان نفسه، بينما كان للمدرسة دور آخر يعتبر الأقوى في تكريس هذا الكره والحقد ضد الجمهورية الإسلامية وقائد الثورة الإسلامية قدس الله سره. لكن بمرور الزمن وانتهاء حرب الثماني سنوات وتوسع فهمنا وثقافتنا أصبحنا نبحث عن الحقيقية ما بين الكتب والإذاعات الخارجية وخصوصا عند بلوغنا سن الشباب أزداد بحثنا عن الحقيقية والحق كشباب شيعة يتم استهدافهم بلا سبب من قبل الأجهزة الأمنية الصدامية بمنع تجمعاتهم ومنع لبسهم الملابس السواد أو تربية اللحى أو التكلم بالسياسة أو نقل النكات السياسية أو الصلاة في الحسينات. كانت إيران العدو الأول عند مراهقي وشباب ما قبل غزو الكويت ١٩٩٠ بينما قضيتنا المهمة كانت تحرير فلسطين كشعار دولة يصدح به يوميا رئيسها وحزبه والولاء للعروبة والأمة العربية. حتى غزا ابن صبحة إمارة الكويت وحشدت أمريكا وإخوتنا العرب جيوشهم ضد بلدنا العراق لتحرير تلك الإمارة من الغزو الصدامي. تعرض العراق كبلد إلى أقسى عملية قصف تدمر فيها دمارا شاملا من جميع النواحي ماء كهرباء جسور طرق اتصالات وقبلها إعلان حصار اقتصادي عن جميع المستلزمات الحياتية الصحية والغذائية بحيث انخفض الدينار العراق من ٣ دولارات إلى 0.00033 دولارا أي انخفض ٩٠٠٠ مرة عن سعره الأصلي، ومن هناك بدأت كل المصائب وكانت بداية انحلال الأخلاق والإيمان والعقيدة وضعفت كل الأجهزة الأمنية والاستخبارية وسقط النظام تقريبا لولا انحياز أمريكا بدعم عربي إلى بسط يد صدام على الجنوب من جديد خوفا من تشكيل دولة شيعية تسيطر على منفذ العراق البحري الوحيد ومنجم النفط البصري. تنازل صدام عن أراضي ومياه العراق لصالح الكويت والسعودية والأردن حتى يبقى يحكم ثلاثة أرباع العراق أما الربع الأخير كردستان فقد أصبح تحت حماية أمريكا. قد يسأل سأل ما هدف هذا السرد أعلاه وما دخله بحرب طوفان الأقصى التي اندلعت ضد إسرائيل من قبل قوات المقاومة الفلسطينية قبل أربعة أيام وكبدتهم خسائر كبيرة بالأرواح بالإضافة إلى ارتفاع عدد أسرى الكيان الصهيوني لدى أبطال المقاومة. الهدف أن إيران أو الجمهورية الإسلامية على أصح تعبير ورغم ما عانته من حرب لثماني سنوات من نظام صدام إلا أنها ساعدت ذلك النظام أو بتعبير أصح ساعدت الشعب العراقي بشتى الطرق لتخفف عنه الحصار وكذلك رفضت وحاربت التدخل الأمريكي في الخليج لدرجة أن رئيس النظام الساقط امتدح إيران واعتذرا ضمنا عن محاربته لها في لقاء تلفزيوني مصور مشهور لحد الآن وكذلك ثبتت إيران موقفها ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وأهدافها لتحرير ذلك البلد من الاحتلال كذلك لا يخفى على أحد أنها أول من ساهم بالسلاح والعتاد لدعم الحشد الشعبي من أجل إسقاط داعش واليوم إيران جهزت فصائل المقاومة الفلسطينية بشتى أنواع الأسلحة والصواريخ والتنكلوجيا الحربية وجعلت هزيمة الجيش الإسرائيلي بمجموعة مقاومين ممكنا، هزمت الجيش الذي هزم العرب متحدين مرتين عام ١٩٤٨ وعام ١٩٦٧ وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يهزم أمام أنظار اليهود أنفسهم وأمام أنظار العالم. بينما تخلى العرب عن القضية الفلسطينية تماما كما تخلوا عن العراق في فترة غزوه الكويت بينما كانت إيران الساند الوحيد له ولفلسطين. نعم إن سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية والذي تدك به الآن مواقع ومعدات ومستوطنات الاحتلال الصهيوني هو إيراني الصنع والإهداء. رحم الله قادة النصر الجنرال والشايب وكل شهداء حشدنا الشعبي وأبناء المقاومة الشجعان وحفظ الله الأبطال حتى النصر بإذن الله والصلاة والسلام على محمدا وإله الطبيين الطاهرين.
*
اضافة التعليق