بغداد- العراق اليوم: استخدم عقار الكولشيسين منذ أكثر من 2000 عام لعلاج مرض آلام المفاصل الذي يسمى النقرس. كما أنه علاج لاضطراب وراثي يسمى حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، ولالتهاب التامور، وهو التهاب الكيس المحيط بالقلب.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها إن الكولشيسين قد يكون جاهزاً للقيام بدور جديد مثير للدهشة. ففي حزيران (يونيو)، وافقت إدارة الغذاء والدواء على نسخة جديدة منخفضة الجرعة من الدواء كأول دواء على الإطلاق لعلاج التهاب القلب والأوعية الدموية، مما يمثل نهجاً جديدًا للوقاية من النوبات القلبية.
هناك عدة أشياء يمكن أن تحد من اعتماد أطباء القلب للكولشيسين، على الأقل في البداية، بما في ذلك المخاوف من الآثار الجانبية وظهور العديد من الخيارات الجديدة الأخرى للحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. لكن الموافقة على الدواء توفر تأكيدًا جديدًا لمفهوم اكتسب زخمًا في أمراض القلب على مدار الاعوام ال25 الأخيرة، وهو أن الالتهاب هو السبب الرئيسي في تصلب الشرايين، وهو مرض انسداد الشرايين، وأن علاجه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
وكانت الإستراتيجية الأساسية للوقاية من النوبات القلبية منذ فترة طويلة هي خفض نسبة الكوليسترول الضار LDL باستخدام أدوية تسمى الستاتينات. ومن شأن إضافة جرعة منخفضة من الكولشيسين ــ والتي أدت في إحدى الدراسات إلى خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 31% لدى المرضى الذين عولجوا بالفعل بالستاتينات والأدوية الوقائية الأخرى، أن يمكن الأطباء من إصابة هدفين بيولوجيين يسببان النوبات القلبية في وقت واحد.
ويقول الدكتور بول ريدكر، مدير مركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام للنساء في بوسطن التابع لجامعة هارفارد: "يتعلق الأمر بالجمع بين العلاجات" التي تعتبر طريقتين فعالتين لتقليل المخاطر.... العلاجان ليس متضاربين، إنهما متكاملان".
ريدكر هو المستشار العلمي لشركة Agepha Pharma، الشركة التي تمتلك حقوق تسويق 0.5 ملليغرام من الكولشيسين لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكنه لم يشارك في الدراسات التي أدت إلى الموافقة على الدواء.
*
اضافة التعليق