متابعة - العراق اليوم:
كشف موقع أمريكي متخصص بالصحافة الاستقصائية، عن وجود شبكة سرية تضم شركات كامبردج اناليتيكا، التي يقع مقرها في لندن، وشركة اكسون موبيل، ومجموعة كوخ، ومجموعة من الارهابيين المتأسلمين، لتشكيل لوبي ضغط داخل الادارة الامريكية الجديدة لاقناع الرئيس ترامب بضرورة تفكيك العراق.
وذكر الموقع الامريكي في تقرير مطول أن "مسؤولين سابقين في ادارة الرئيس السابق بوش وحاليا في ادارة ترامب يعملون على اقامة تحالف سري مع متعاقد خاص سابق في وزارة الدفاع الامريكية من اسرة (بيت الخضيري) الغنية في العراق على مهمة تعزيز (تجزئة) العراق بذريعة انها الحل الامثل لهزيمة داعش، وقد حققوا نجاحا جزئيا في ذلك حتى الان".
واضاف أن "ادارة ترامب اعلنت يوم الاثنين الماضي عن تحول مزلزل في السياسة الامريكية باتجاه امكانية تقسيم العراق"، موضحا، ان "ادوات هذه الشبكة تقودها شركة (كامبرديج انالتيكا) وهي شركة تكنولوجية كانت مسؤولة عن حملة ترامب الانتخابية والكيانات التي رعت عصابات داعش الارهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة بالاضافة الى شركات (اكسون موبيل) و(كوخ برذر) والتي ستستفيد من تقسيم البلاد".
وتابع التقرير أن "التحليلات تقدم لمحة عن (اللوبيات) تحت ادارة ترامب والتي تعمل على شبكات النفوذ والمصالح والتلاعب بالرأي العام في الولايات المتحدة والعراق على وجه الخصوص لكنها ترتبط ايضا بالنفط والفوسفات وكيفية أن التوترات الطائفية لا تمثل الا السطح الظاهر من الصراع الأعمق".
وواصل التقرير أنه "ومن خلال الاطلاع على الوثائق والتحدث الى المصادر والتدقيق في السجلات الغامضة، تم متابعة الخيط الوحيد الذي عثر عليه حتى الان، وهو التساؤل عن ماهية ما يقود تفكير ادارة ترامب تجاه العراق؟ وياتي الجواب من خلال شبكة امريكية عراقية غير معروفة تعمل تحت واجهة حملة امريكية وطنية نشطت خلال النصف الثاني من عام 2016 وتزامنت مع انتهاء الحملة الانتخابية لادارة ترامب مركزة على معارضة سياسة الرئيس اوباما تجاه العراق".
واردف أن "موقع نشاط الحملة يكمن في منظمة تدعى " لجنة تدمير داعش" والتي انشئت عام 2016 من قبل (سام باتن) الذي عمل مستشارا في ادارة الرئيس الاسبق جورج دبليو بوش في وزارة الخارجية بين عامي 2008 الى 2009 والمنسق السابق للحملة الرئاسية لادارة بوش، وهو المدير التنفيذي للجنة التي تصف نفسها على أنها "مجموعة من الامريكيين والعراقيين الذين يناضلون لإنشاء (منطقة سنية مستقلة) في غرب العراق وعزلها عن الحكومة المركزية في بغداد".
وفي تشرين الاول من عام 2016 قدمت ما تسمى (لجنة باتن لتدمير داعش) دعما ماليا لمؤسسة هدسون وهو صندوق محافظ للخبراء يقع في واشنطن مرتبط بشكل مباشر مع فريق ترامب الانتقالي لكتابة تقرير يدعو الى تفكيك العراق على اسس طائفية، ويقدم – التقرير- دراسة جدوى لغرب العراق في جعلها دولة سنية مستقلة، وكان كاتب التقرير هو (مايكل بريجيت) المستشار الاستخباراتي للجنرال ديفيد بترايوس".
وسام باتن المدير التنفيذي "للجنة تدمير داعش" كان قد سجل نفسه عام 2014 بشكل منفصل كــ (وكيل اجنبي) نيابة عن كتلة العربية السنية التي يقودها صالح المطلك وهي ائتلاف سياسي عراقي شكله الاخير عندما كان نائبا لرئيس الوزراء العراقي.
يشار الى ان المطلك كان عضوا سابقا في حزب "البعث" حتى اواخر السبعينيات الى أن تم طرده ، لكنه ظل محافظا على علاقاته مع البعثيين بشكل غير رسمي على عدة مستويات .
وتكشف وصولات القبض انه وخلال تلك الفترة كان (سام باتن) يتسلم الاموال من مكتب المطلك في عمان – طبقا لصحيفة الديلي بيست الأمريكية-، فيما اعرب البعض في داخل دوائر الاستخبارات الامريكية عن وجود علاقات بين المطلك والارهابيين على مر السنين، ففي عام 2007 اطلقت القوات الامريكية النار على مقر لعصابات تنظيم القاعدة في غارة على منزل، اتضح بعد ذلك انه تابع لرئيس الكتلة العربية، فيما بين تقييما استخباريا صادرا عن لجنة الاستخبارات المشتركة في كانون الاول عام 2007، أن المطلك لا يؤيده سوى القليل في الشارع السني العراقي".
وتظهر وثائق الكونغرس ان لجنة تدمير داعش بقيادة (سام باتن) والمستفيدين العراقيين تذهب الى ما هو ابعد من المطلك وكتلته، مؤكدة ان (باتن) يتجه ايضا نحو احدى اغنى واقوى الاسر السنية في العراق والتي كانت تربطها علاقات ودية مع البعثيين ولديها علاقات وثيقة مع الاحتلال الامريكي للعراق الذي قادته ادارة بوش، وتلك العائلة هي عائلة بيت الخضيري".