بغداد- العراق اليوم: بقلم / الفريق الركن احمد الساعدي
بين الحين والاخر تنفجر الازمة ويعود الى صدارة المشهد السياسي العراقي الحديث القلق وغير المتماسك تماما ً منذ عام ٢٠٠٣ وحتى ٢٠١٧ حصلت بكركوك جملة من الاحداث الدموية منها العلني والاخر المخفي عن الجميع ولم يسلط عليه اضواء الاعلام انذاك لاجل المحافظة على السلم الاجتماعي اذ مارست بعض الاحزاب السياسية الكردية فيها جملة من الاعمال مابين الاغتيالات وتصفية الخصوم والتهجير القسري للمكونات الاخرى لاجل افراغ كركوك والتفرد بهذه المحافظة التي عرفت عبر تاريخها مدينة تعايش سلمي تضم اطياف عرقية ودينية مختلفة بكل سلام ووداد. كركوك كقضية معقدة جدا ولن تنتهي كما يتصور البعض بهذه البساطة لكونها جزءا من مشروع كبير يروم الكرد تنفيذه وبتعاون مع الامريكان والاسرائليين بعد ان فشل الاستفتاء على الانفصال وتراجع الكرد عنه انذاك وحينها الاستفتاء فشل بفعل تاثيرات الاطراف الخارجية وادركوا انهم يدخلون بمستنقع حمامات الدم فيما بينهم مع ذلك بقي الانفصال حلما قائما لدى القيادات الكردية ولكنه مؤجل لاجل الحصول على مزيد من الارض وخصوصاً كركوك التي تمثل اغنى منطقة بالنفط والثروات واننا على يقين لو اعطيت القيادات الكردية كركوك بعدها يطالبون بالموصل ومناطق اخرى رغبتهم ان تكون حدود دولتهم بمسافة عن حدود بغداد ليس اقل من مئة كليو متر . اما هدفهم الاستراتيجي الاكبر ان يحصل كرد سوريا نفس الامتيازات ودمج كلا الاقليمين بوحدة جغرافية واحدة وصولاً الى البحر المتوسط وكل المخططات التي ينفذها الكرد على الارض الان او مستقبلا تنصب وتتفق مع طموحات واهداف اسرائيل وامريكا . مايجري بكركوك الان ثورة شعبية ترفض الهيمنة الكردية على كركوك والتفرد بحكمها وابتلاعها بشكل كامل وليس كما يصور البعض رفض العرب تسليم المقر المتقدم لقيادة عمليات كركوك.. ابناء كركوك يدركون اللعبة بشكلٍ جيد ويعرفون الاهداف الانية والمستقبلية على المدى البعيد مع ذلك دول الجوار تراقب الان وخصوصاً تركيا وايران وسيكون لها موقف اخر اذا تطور الموضوع بشكل يؤثر على امنهم القومي ويدركون جيدا ان القيادة العراقية بموقف حرج جدا مابين المطرقة الامريكية وسندان التوافق السياسي . الجميع مؤمن ان تكون كركوك عراقية تتعايش فيها المكونات العراقية بشكل سلمي دون استئثار قوى على حساب اخرى كما ان التوازن بين المكونات يكون افضل الحلول فعلى القيادة الكردية التخلي عن مبدا قضم الارض على حساب الاخرين .. اننا الان بموقف لانحتاج الى تبني المواقف المتشنجة والتعنت الاعمى اختيار هكذا خيار ستكون كل الاطراف فيه خاسرة والاستماع الى صوت العقل والمنطق واعلاء الصوت الوطني الجامع بين ابناء الوطن الواحد هو الخيار السليم . مع ذلك على القيادة السياسية العراقية عدم افراغ كركوك من قطعات الجيش ابداً بل تعزيزها بقوة مناسبة لمواجهة كل الاحتمالات والتطورات التي ربما تحصل قريبا او لاحقا حمى الله العراق وشعبه من كيد الاعداء الظاهر والباطن ..
*
اضافة التعليق