بغداد- العراق اليوم: في غمرة انشغال الناس بأحداث الزيارة الأربعينية، و كذلك وفاة النجمين الكبيرين، الشاعر الراحل كريم العراقي، و المطرب المعروف ياس خضر، وافت المنية المحتومة، قامة وطنية فاعلة، و خسر العراق خدمات رجل صادق وشجاع ونقي، فقد ترك هذه الحياة، الراحل الفقيد معتصم احمد، و كيل وزارة النفط لشؤون التوزيع، و لاحقاً لشؤون الغاز، بعد خدمة وظيفية امتدت لقرابة عقد و نصف، امضاها الرجل يعمل بأمانة وتفان، في ظروف صعبة ومعقدة ان لم تكن قاهرة للغاية.
لقد فقدنا الراحل في وقت تسقط فيه قامات باسقة من رجالات الوطن، و للأسف لا ينتبه احد لمثل هذه النماذج الفذة، الا من يتابع و يرصد، و يعرف أهمية الموارد البشرية التي تشكل ثروة وطنية لاتعوض ان ذهبت.
لذا شاهدنا النعي لمثل هذا الرجل، جاء خجولاً، رغم ان وزير النفط الأسبق الخبير جبار علي اللعيبي، قد اوفى الراحل جزءًا من حقه، حيث كتب ناعياً:
قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) صدق الله العلي العظيم فجعنا برحيل الاخ والصديق العزيز المرحوم معتصم أكرم وكيل وزارة النفط لشؤون التوزيع ، الذي عمل بعد عام 2003 ولغاية إحالته على التقاعد. لقد عملنا مع المرحوم جنباً الى جنب في احلك وأصعب الظروف التي واجهتنا خلال مرحلة إعادة اعمار وبناء الصناعة النفطية بعد عام 2003 ، والتي شهدت زيادة وطفرة كبيرة في كميات الاستهلاك اليومي للمنتجات النفطية والوقود، مما حملنا مسؤولية تلبية كل ذلك من الانتاج الوطني ، الذي كان يواجه قدم منشأته وتضررها نتيجة الحروب العبثية في زمن النظام السابق ، ومن ثم الفوضى التي اعقبت التغيير بعد عام 2003، فضلاً عن العمليات الارهابية التي كانت تستهدف الانابيب والمنشآت النفطية في أنحاء العراق. تلك الظروف القاسية جعلتنا في تواصل يومي بين قطاعات الوزارة المختلفة من اجل مواجهة الظروف والتحديات المختلفة ، من اجل الخروج بحلول واقعية لتقليل من حجم الاضرار وتداعيات الازمات على الواقع المجتمعي ، ولقد نجحنا بفضل العمل بروح الفريق الواحد في تجاوز الصعاب والخروج من الازمات بإقل الخسائر . كان الفقيد أنساناً طيباً محباً ، دمث الاخلاق ، ووجها باسماً ، يتمتع بعلاقات واسعة داخل وخارج القطاع النفطي ، حريصاً على التواصل مع زملائه واصدقائه بفقدانه خسرنا أخاً وصديقاً طيباً وفياً ، يصعب تعويضه . نسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع مغفرته ورحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون
*
اضافة التعليق