بغداد- العراق اليوم:
منذ أن تولى السيد محمد شياع السوداني، رئاسة الحكومة، و الأنظار متجهة نحو خطته في مكافحة الفساد المالي، و الإداري و حتى السياسي الذي استشرى في مؤسسات و مفاصل الدولة، و بات يمثل قوة ضاغطة، أن لم تكن قابضة على مفاصل هذه الدولة، التي تحاول جاهدةً الانعتاق من ربقة هذا الغول دون جدوى.
و لأن الكثيرين و نحن منهم، كصحافة وطنية مخلصة، نؤمن أن كلام السوداني، نابع من حرصه على إستقامة الأوضاع، و ايقاف الإنحدار نحو الهاوية، فأن آخرين أيضاً، آمنوا مثلنا بذات النهج، و ذات الخطاب، و تصدوا بكل مسؤولية و أمانة و أخلاص للمهمة الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتقهم.
نعم، فقد تصدى هولاء بشجاعة، و نراهم الآن – مع قلتهم – يملؤون الدنيا عملاً، و كفاحاً، من إجل أن يساهموا من مواقعهم في اجتثاث هذه الآفة، و أن يغرسوا روح الوطنية، و المسؤولية في الدوائر و المؤسسات التي يتولون فيها مناصب و مواقع متقدمة.
لكن، هذه المواجهة ليست سهلة وبسيطة كما يتصورها البعض، مطلقاً، أنها حرب ضروس، تطير فيها الرؤوس، و تُطحن فيها الجماجم على ما يبدو، فالفساد الآن ليس ممارسةً شخصية، أو فردية عابرة، أنما هو مؤسسة ممتدة، متصلة، متضامنة، مترابطة، تمثل كاردلاً يندفع بقوة في الدفاع عن مصالحه غير المشروعة، و يهاجم كل من يقترب من أوكاره.
و هذا ما رأيناه على سبيل المثال لا الحصر، و من خلال المتابعة فقط، فيما يحصل مع معاون رئيس اركان الجيش العراقي لشؤون الادارة، الفريق الركن سعد العلاق، الذي منذ أن تولى مسؤوليته الوظيفية، بادر على الفور بفتح ملفات مهمة، و بدأ الرجل يسير على خطة واضحة، هدفها تقويض أسس الفساد و الانحراف، و بناء مؤسسة مهنية، وطنية، منضبطة، و بالفعل، لمسنا و نحن من خارج المشهد، تغييراً جوهرياً في التعامل، و بدأت روح النشاط المسؤول، و التفاني تظهر، و لكن يبدو أن هذا النهج لم يعجب أصحاب الغايات و المصالح الضيقة، خصوصاً مع إقدام العلاق على فتح ملف التزوير في ترفيعات و ترقيات المراتب، والذي وجد فيه على ما يبدو، ما يشيبُ له الولدان، و هو ملف خطير و حساس للغاية، و يمس عصب المؤسسة الأهم، و الاكثر مركزيةً في جسد الدولة العراقية.. وقد فتح هذا الملف كما معروف بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بعد توارد و تناهى انباء الى وجود تزوير و انحرافات في هذا الملف، مع شيوع الحديث عن وجود تلاعب قديم وجديد بالمناصب، و شراء للترقيات حدثت في عهود ماضية وقريبة، مما يعني أن هذا الانحراف، لم يكن وليد الساعة فحسب، بل هو جزء من المسكوت عنه، و ما أن حركهُ العلاق، حتى هاج و ماج البعض مثل عش الدبابير، و لأن هذه الدبابير لها، امتدادات و تشعبات، ومساند، فأنها بدأت بشن حملات اعلامية تسقيطية، وحملات تضليل واسعة تستهدف الرجل، و تحاول أن تثنيه عن المضي في هذا الطريق، و يبدو أنها لغاية الآن تستخدم هذه الوسائل، لكن من يضمن أنها لا تلجأ الى استخدام طرق أخرى أشد خبثاً في حال تهددت مصالحها بشكل جدي ومباشر ؟
المطلوب الآن، من القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، تحرك عاجل لحماية هذا الرجل، و أمثاله من النزهاء في مفاصل الجيش والدولة، وهم كثر والحمد لله- والسوداني واحد منهم - و تقديم الدعم المادي و المعنوي لهم، لانجاز مهمتهم الوطنية هذه و أن يمضوا في درب مكافحة الفساد، مهما تعالت الصرخات، فالصراخ كما يقال على قدر الألم، و يبدو أننا أمام نوع من الرجال لا يبالون بهذه الصرخات المزعجة، و هم يعرفون أن قائدهم الأعلى، عازم على انهاء هذه الظواهر مهما كلف الأمر.. فهل ننتظر من السوداني فعلاً سريعاً ؟!
رابط الفيديو للفريق الركن سعد العلاق :
https://youtube.com/shorts/6YLjB0rk5us?feature=share
*
اضافة التعليق