الحلقة الرابعة من مسلسل (السعلوة)..  لماذا لا تحاسب الرفيقة عالية بعد كل هذه الفضائح؟!

بغداد- العراق اليوم:

سؤال يشغل المواطن العراقي، و يدور في خلد الجميع، و هو سؤال خطير جداً طبعاً، و من الصعب أن يجد المحلل او المتابع له جواباً شافياً، فغض النظر عن سلسلة الفضائح التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة، و الناشطون المختلفون عن نائبة، تورطت بملفات فساد و ابتزاز، و اخذ عمولات مالية كبيرة من جهات و اسماء معينة، مقابل إغلاق ملفات فساد هائلة، امر يجعلك تذهب الى تصديق ما يقوله المغرضون و أعداء العملية السياسية، في أن الفساد محمي بشبكة علاقات مترابطة، و ان القوانين لا تطال سوى الصغار.

في الواقع، نحن لا نؤمن بهذا الإتجاه مطلقاً، و لدينا ثقة كافية بكل اجهزة الرقابة و المحاسبة، لكن قد يكون الأمر هذه المرة جزءاً من ارتباك معين، او لأن مثل هذه الحرباء تحتمي بحصانة نيابية تشتريها بأصوات البعض، فهي كما معروف تقايض المعوزين او اصحاب الحاجة، لقاء تصويتهم لها، و للأسف الشديد أيضاً نلحظ انها توظف في كل مرة موارد الدولة لخدمة اغراضها الشخصية و تحقق مأربها.

نعم فساد (الرفيقة عالية) كما اتضح، امر شائع و معروف، و لدى الكل قناعة أنها جزء من منظومة متكاملة من الفساد، و لعل إلقاء القبض على ابن شقيقها الذي يعمل سمساراً عندها، و اعترافه ضدها، و ضبط مبالغ مالية كبيرة بحوزته، انما هو مؤشر واضح، و دليل إدانة قائم، لا يمكن رده، حتى و ان تمكنت هي بمساعدة البعض، من حل مكاتب المفتشين العموميين لاحقاً كعقوبة لها على ضبط ابن شقيقها متلبساً بالرشوة، لكن هذا لا يعني أنها انتصرت على العدالة الى الأبد.

كلا أبداً، لأن بيوت الفاسدين اوهن من بيوت العنكبوت، حتى و ان شيدت بالمليارات المنهوبة من اموال الشعب، و ان العدالة اتية لا محال، و جزء من رضى الشعب العراقي على الطبقة السياسية هو إزاحة هذا الفساد المستشري، و نبذ رموزه، مهما مدوا كما فعلت عالية، اذرعهم هنا و هناك، و حاولوا ان يكونوا خارج المحاسبة.

نأمل ان تتخذ الأجهزة الرقابية و الموكلة إليها مهمة مكافحة الفساد، إجراءات صارمة ضد هذه المبتزة، ذات التاريخ البعثي، و ان توقفها عند حدها، و ان تجعلها عبرة لمن تسول له نفسه المساس بالاخرين دون وجه حق. 

أقول هذا لأننا نرى أن العراقيين قد أدركوا جوهر هذه (السعلوة)، حتى انهم وضعوها قياساً لنزاهة أو فساد المسؤول.

فكلما امتدحت عالية نصيف، مسؤولاً، كلما كان هذا المسوول مشبوهاً في نظر الناس، والعكس الصحيح، أي أن المسؤول الذي ترميه السعلوة عالية بالتهم، سيحترمه الناس، وسيقفون به وبنزاهته.. ! وللحديث صلة..

علق هنا