بغداد- العراق اليوم:
هذه سيرة، او لنقل جزء من سيرة مقتضبة، لواحدة من النماذج التي تسللت الى عمق العملية السياسية التي تعاني من تسلسل كائنات طفيلية، ذات تاريخ مليء بالقيح و القبح و الفساد و التملق، و لا تزال هذه العناصر تنمو و تتمدد ببطن العملية السياسية، و تكاد تقتلها، و تجهز عليها، و تسبب أكبر كارثة يعرفها العراق. نعم، فسيرة هذه السيدة، سيرة عجيبة، بدءاً من أيامها الأولى، فعالية نصيف مثلاً، و هي في مقتبل العمر، تنضم لحزب البعث نصيرةً و مؤيدة، و تهتف بحياة القائد الضرورة، و تمجد حزبه القاتل، وحين تفشل في الحصول على تأهيل علمي في مرحلة السادس الأعدادي، تكتب بخط " يذبح الطير"، تقريراً كأنه السيف، لذبح المدرس الذي تتهمه بمعاداة الحزب و الثورة، و تلك تهمة كفيلة بأنهاء حياة أي شخص انذاك. و تواصل هذه المرأة العجيبة والغريبة التسلل و التملق، و اللعب على خاصية أو حاسة الوشاية و روح " حرق " الناس، و القفز فوق تلك الحبال، كي تصنع مجدها، عبر الفساد و الرشاوى، و التسلل خلسةً الى دائرة التسجيل العقاري، كموظفةً فيها، بعد أن أدعت حصولها على شهادة القانون، و هناك راحت (أم حسين) تمارس السمرة، و التزوير، و الفساد بكل أنواعه، لتصبح و الحديث لمن يعرفها انذاك، حوتاً من حيتان الفساد المحمية بعلاقات مع نظام البعث و اركانه.
مع سقوط النظام الذي كانت تهلل و تمجد و تسبح بحمده، تجد هذه المرأة، ضالتها في أياد علاوي، الذي فتح أبوابه لكل بعثي، (شارد أو وارد، أو ما أكل السبع)، رغبةً منه، في أن يرث صدام، و حزبه، و تأخذ هذه " المرأة الحرباء" طريقها الى البرلمان، قافزةً فوق رقبة علاوي " الغليظة" بعض الشيء!.
تمضي (عالية ) في نهج علاوي، لكنها تفتح لنفسها ابواباً أكبر و أوسع للفساد و النهب و السرقة، و تتوسع يميناً و شمالاً، فمن سمسرة قطع الأراضي الصغيرة، و البيوت المحدودة، الى سمسرة الأراضي الشاسعة، و الفلل و البنايات في بغداد، وصولاً الى حصولها الى نسب و عمولات من المقاولين و أصحاب المشاريع. و حين وجدت أن علاوي أصبح خارج دائرة التأثير، قفزت بكل وقاحة الى مركب المالكي، و راحت أيضاً تمارس هواية التدبيج للمدائح، و تحاول التقرب منه، و الأحتماء بعباءته التي وجدت بها، ضالتها أيضاً، كي تنهب و تسرق، و تفسد، و لا أحد يجرؤ على أن يقول لها توقفي، و هكذا صارت من المؤبدين في العملية السياسية، و تفوز فيكل عملية انتخابية، حقاً أو باطلاً، تزويراً أو تلاعباً، في أنتخابات باتت فاقدة لكل تأثير، و هكذا وجدنا المرأة التي كانت في مطلع شبابها من كتبة التقارير، و مداحي البعث، قد تحولت الى غول فساد لا أحد يقوى على مواجهته، فهي تهاجم الجميع، و ترمي بلسانها الكل بالتهم الباطلة، و تحاول أن تستفيد من مواقعها النيابية، أو ظهورها الاعلامي لاخضاع من يرفض أن ينحني أمام رغباتها في المزيد من المال الحرام.. و هذه واحدة من المأسي التي لا تتوقف للأسف الشديد.. و للكلام صلة..
*
اضافة التعليق