بغداد- العراق اليوم:
اثارت حمامة من مدينة البصرة، اهتمام هواة الطيور في الكويت، وتسابقوا على اقتنائها مهما كان سعرها.
تلك الحمامة التي تعتبر من النوع الاستعراضي أو مايعرف شعبيا بـ(اللوات)، تم بيعها من قِبل صاحبها الاصلي في البصرة على آخرين بشكل مراحل حتى استقرت بالكويت بـ10 الاف دينار كويتي (اي مايعادل 43 مليون دينار عراقي)، لتكون أغلى طير بيع في العراق والخليج، بحسب ما تحدث به صاحبها قاسم الشمري.
ويقول الشمري (33 عاماً) وهو من هواة تربية الطيور الاستعراضية في ناحية الهارثة شمالي البصرة، أن الطائر يعرف بـ"الحمر" أو "أحمر الرافدين"، وهو من سلالة (فصيلة) قديمة لكنها نادرة في العراق ولايمتلكها سواه، مبينا ان عائلة الطير مازالت لديه ويحافظ على بقائها لندرتها، وقام بتسمية افرادها الثلاثة بأسماء خاصة كـ حمر الوسام، ودار المضاف، والجوهرة السوداء.
ويضيف بأن شكله مميز وله اللياقة العالية في الطيران مهما كانت شدة الرياح، ويشق الهواء الى الاعلى بقدرة وسرعة فائقة ثم يهبط كأنه الصقر ليعود من جديد ليلعب بالهواء بحركات (لوت) بهلوانية مبهرة وجذابة لكل من يراه سواء من هواة الطيور او غيرهم، فضلاً عن كونه أليف ويتكيف مع صاحبه والمكان الجديد بسرعة دون عناء.
ويلفت الى انه اضطر الى بيع احد افراد عائلة "حمر الرافدين" لغرض اكمال بناء داره، رغم تلقيه سابقاً عروضا كثيرة من هواة الطيور وبأسعار مغرية، لكن بالتالي باعه بمليوني دينار الى شخص من اهالي منطقة الكرمة وبدوره باعه في الزبير بـ6 ملايين دينار، ومن ثم جاء شخص من الكويت يدعى علي الشرف اشتراه بألفي دينار كويتي، ومنه الى شخص يدعى ابو طلال سعيد المخانجي والذي انبهر به بشكل لا يوصف واشتراه دون تردد بـ10 الاف دينار كويتي، والتفاوض جاري لشراءه بأسعار مضاعفة نظراً لاعجاب الجمهور الكويتي والخليجي وآخرين من الاردن باستعراض الطير الفريد، اضافة الى حجوزات وصلت الى 200 شخص لشراء افراخه.
ويؤكد صاحبها الاصلي قاسم الشمري، بأنه لا يشعر بالغبن في بيعه، مضيفاً بالقول ان "بيع الطيور ارزاق متفاوتة من شخص الى آخر".
ويرى بعض هواة الطيور في البصرة بان الشمري كان سببا في تحسين العلاقات بين العراق والكويت بعدما أخذت الى منحى اشبه بالتأزم بسبب اتفاقية قناة خور عبد الله المثيرة للجدل.
وعن ذلك يقول الشمري، "انا سعيد بان اكون سبب بتحسين العلاقات من خلال امتداد سلالة طائر حمر الرافدين الى الكويت".
ويختم حديثه بانه سيبقى يحافظ على هذه السلالة وطيور اخرى نادرة من اجل ان تبقى مدينة البصرة متميزة بطيورها التي عرفت بها منذ القدم.
وتناقلت بعض صفات التواصل الاجتماعي ومقاطع اليوتيوب، عملية بيع طائر حمر الرافدين من البصرة، من علي الشرف الى ابو طلال بـ10 الاف دينار كويتي، وهم فرحون باقتنائه وتحدثوا عن مواصفات هذا الطير النادر.
وبحسب هواة الطيور، فان البصرة تحتضن افضل سلالات الحمام الاستعراضي (اللوات) والتي أخذت اعدادها بالتراجع منذ ثمانيات القرن الماضي وحتى عام 2003 بحسب توالي الحروب وسوء الحالة الاقتصادية في حينها والتي دفعت اصحاب نوادر الطيور الى بيعها لمن يقدم اسعار مغرية وبالأخص من دول الخليج. المربد