تواصل التنديد بالإجراءات التعسفية التي طالت الكاردينال ساكو .. و مختصة الكلدوأشورية في الحزب الشيوعي العراقي تصدر بياناً تضامنياً

بغداد- العراق اليوم:

لا يزال صدى أعلان الكاردينال ساكو، رأس الكنيسة الكلدانية في العراق و العالم، أنسحابه من بغداد و الأتجاه نحو أربيل، تحت الضغوط التي تمارس ضده وأخرها الدعوى القضائية في محكمة الكرخ المختصة بقضايا النشر و الإعلام، يتواصل في أرجاء مختلفة سواءً من المؤسسات الدينية الرسمية وشبه الرسمية، أو المؤسسة الحزبية و السياسية، و الفعاليات الشعبية و الاجتماعية التي رأت في هذا التصرف ما يضر بالوحدة الوطنية، و يعكر صفو عيش المكون المسيحي العراقي الذي يتعرض لهجرة متواصلة منذ عقود.

 الحزب الشيوعي.. يطالب 

و على صعيد المواقف المتضامنة، هو ما تسرب عن قيام مقرب من مرجعية النجف الدينية، بالإتصال بساكو و ابلاغه تضامن المرجعية الدينية، و أملها أن يتراجع عن ترك مقر البطريراكية في بغداد، و أنها تأسف لما يحدث في الساحة.

 وطنياً، لم يترك الحزب الشيوعي العراقي، و هو عميد الأحزاب الوطنية العراقية، و المدرسة التي تتسع لكل التنوع الطيفي العراقي، هذا الموقف يمر مرور الكرام، خصوصاً و أن الحزب دأب العمل و الجهد لرأب أي تصدع في نسيج الوحدة الوطنية العراقية، أذ اعلن الحزب عبر مختصة الكلدوأشورية فيه عن مطالبته رئيس الجمهورية بالعدول عن قرار سحب مرسوم تعيين الكاردينال ساكو الجمهوري، مؤكدةً أنها تتضامن مع كل أبناء المكونات الوطنية.

و قالت المختصة في بيان ورد لـ ( العراق اليوم)، "بعد سلسلة من المواقف التي استهدفت المسيحيين عموما والحملة ضد الكاردينال لويس ساكو دون مراعاة مكانته الدينية والروحية والمعنوية والوطنية والتعامل غير اللائق معه، أصدرت رئاسة الجمهورية المرسوم رقم ٣١ لسنة ٢٠٢٣ الذي ألغى بموجبه المرسوم المرقم ١٤٧ لسنة ٢٠١٣ والذي كان قد خول غبطة الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم تولي الاوقاف المسيحية".

و أَضاف البيان ان "هذا المرسوم يعتبر رسالة غير مطمئنة للمسيحيين في العراق ويثير المزيد من القلق والشعور بعدم الأمان، وتترتب عليه تداعيات سلبية تضاف الى ما تعرض له المسيحيون خلال العقدين الاخيرين من استهدافات مباشرة  وتفجير الكنائس وقتل رجال الدين والمدنيين وتهجير العوائل بهدف التغيير الديمغرافي في مناطقهم التاريخية في سهل نينوى ومناطق اخرى في كل انحاء العراق، وكذلك الاستيلاء على املاكهم وممتلكاتهم باستخدام وسائل الضغط والترهيب والتزوير، واستحواذ جهات متنفذة بشكل غير مباشر على الكوتا. 

 تحذيرات من هجرة جماعية

و تابع البيان أن " هذا المرسوم سيشجع على المزيد  من الاستهداف ضد المسيحيين وعلى مختلف المستويات الرسمية والاجتماعية كما سيتيح الفرصة للتلاعب بأوقاف الكنيسة من قبل جهات متنفذة وفاسدة التي لها اطماعها الواضحة لما تمتلكه الكنائس من اوقاف عديدة بهدف الاستيلاء عليها  بطرق غير قانونية.

و ختم البيان " اننا نطالب بتصحيح الموقف بإلغاء المرسوم الجديد المرقم ٣١ لسنة ٢٠٢٣ من اجل إشاعة قيم روح التآخي والثقة وبناء السلم  المجتمعي الحقيقي بين اطياف الشعب العراقي واعادة الثقة للمسيحيين وبقية المكونات في العيش المشترك والاطمئنان على مستقبلهم وعدم دفعهم لترك وطنهم وافراغ العراق منهم، ومن مكوناته الاصيلة. كما نطالب بإصدار مراسيم جديدة تخول بموجبها رؤساء بقية الطوائف المسيحية تولي امور اوقاف كنائسهم وادارتها".

انسحاب البطريرك 

وكان بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، قرر بحسب بيان له،  الانسحاب من بغداد ونقل سلطاته إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان

وأكد ساكو وفقا لكتاب رسمي مذيل بتوقيعه بتاريخ السبت الماضي، 15 من شهر تموز، تعرضه لضغوط مستمرة بدوافع سياسية.

وانتقد ساكو بشدة قيام رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد بسحب مرسوم الجمهورية عنه، معتبرا إياه "سابقة لم تحدث في تاريخ العراق".

واتهم بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الرئيس العراقي بسحب المرسوم منه "تحقيقا لرغبة" زعيم فصيل بابليون المنضوي في الحشد الشعبي ريان الكلداني لتعيينه متولياً لأوقاف الكنيسة وإشراك أشقائه في الأمر من خلال منحهم مناصب، مع تعيين "الوزيرة المسيحية" وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو أمينا عاماً للبطريركية، وصهر "الكلداني" نوفل بهاء رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى "لتكتمل اللعبة القذرة" بحسب ساكو.

علق هنا