بغداد- العراق اليوم: في فصل الشتاء، تزيد أمراض الجهاز التنفسي شيوعاً، والإنفلونزا أحد هذه الإلتهابات الفيروسية التي تبلغ معدّلات الإصابة بها الذروة في أشهر موسم البرد. أما في الصيف، فلا بدّ من التحضّر لاحتمال الإصابة بمشكلات من نوع آخر تزيد شيوعاً في هذا الموسم، مع ارتفا.ع درجات الحرارة وزيادة النزهات والسفر والأكل خارج المنزل، وأيضاً في ظلّ كثرة التعرّض لأشعة الشمس.
الإنفلونزا وغيرها من الإلتهابات في الجهاز التنفسي سببها فيروسات تعيش في حرارة منخفضة بشكل أفضل، ما يجعلها تنتشر أكثر في أيام البرد. في المقابل، يشير طبيب العائلة في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" الدكتور هادي جلخ، إلى أنّ الإلتهابات المعوية قد تكون من المشكلات الأكثر شيوعاً في موسم الحرّ، ولا بدّ من الحرص على الوقاية منها بكافة الإجراءات المناسبة: -الإلتهابات المعوية Gastroententeritis: تزيد معدلاتها بشكل خاص في موسم الصيف، مسببةً أعراضاً كالتقيؤ والغثيان والإسهال، وتنتج من فيروس أو من بكتيريا. في الحالتين، يكون السبب وراء الإصابة التعرّض لأسطح ملوثة أو ليدين ملوثتين أو بسبب عدم غسل الأكل جيداً. لكن غالباً ما تُشفى الحالة تلقائياً بشكل خاص، في حال كان السبب الفيروس، فيما يمكن أن تكون هناك حاجة إلى اللجوء إلى مضاد حيوي، بناءً على استشارة الطبيب، في حال كان المرض ناتجاً من بكتيريا كالسلمونيلا مثلاً. مع الإشارة إلى أنّ بعض القادمين من دول أخرى يمكن أن يصابوا بمثل هذه المشاكل عند السفر، لأنّهم يعتادون على بكتيريا معينة في بلادهم، فيما تسبّب لهم البكتيريا الجديدة التي يتعرّضون لها المرض. أما الوقاية من الإلتهابات المعوية فتكون من خلال:
1- طهو الأكل جيداً وتجنّب أطعمة كالكريما الطازجة والمايونيز.
2- غسل اليدين جيداً، وأيضاً الأطعمة والأسطح، لتجنّب تلوثها أو نقله إلى الآخرين. مع الإشارة إلى أنّه يكفي غسل الأطعمة بالماء والصابون، وليس هناك حاجة إلى تعقيمها. كما قد يغسلها البعض بالخل الأبيض.
3- في حال إصابة أحد الأفراد بالمرض، يجب الحرص على تجنّب جفاف السوائل في الجسم، بما أنّ المريض يخسر عندها من البوتاسيوم وغيرها من المعادن. فإما أنّه يجب اللجوء إلى ماء المصل أو أحتساء كميات كافية من السوائل.
4- قد يصف الطبيب الدواء المطهّر للأمعاء مع بداية ظهور أعراض المرض. لكن في حال استمرت لأكثر من 3 أيام، مع ملاحظة دم في الخروج وارتفاع في الحرارة، لا بدّ من استشارة الطبيب لوصف مضاد حيوي أو أي علاج آخر أو ماء المصل أو غيرها.
5- بشكل عام، يجب تجنّب الأطعمة النيئة في هذا الموسم.
- الرشح: يُعتبر الرشح وغيره من الأمراض المماثلة، أكثر شيوعاً في الشتاء بسبب الفيروسات التي تعيش أكثر في موسم البرد، بحسب الدكتور جلخ، إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّها لا تظهر أبداً في موسم الصيف بوجود فيروسات تعيش أيضاً في أيام الحرّ. فثمة حالات يظهر فيها رشح لكنها قليلة وتمرّ من دون مضاعفات. حتى أنّه بالنسبة لفيروس كورونا، بعد أن أصبحت أعراضه خفيفة، يمكن أن يمرّ سريعاً من دون الشعور بذلك.
- حروق أشعة الشمس: مع التعرّض المفرط لأشعة الشمس يزيد احتمال الإصابة بحروق، وهذا ما يزيد من احتمال التعرّض لسرطان الجلد في المدى البعيد. ومن النتائج المباشرة، جفاف السوائل في الجسم. فتزيد الخطورة في هذه الحالة، وفق ما يوضحه جلخ، على أصحاب البشرة الفاتحة، فهم أكثر عرضةً للحروق جراء التعرّض الزائد لأشعة الشمس، وأيضاً هم أكثر عرضةً لسرطان الجلد. كما يُعتبر الأطفال أكثر عرضةً للخطر، لاعتبار أنّ مساحة الجلد لديهم تكون أكثر انتشاراً. لذلك يشدّد جلخ على ضرورة تجنّب التعرّض لأشعة الشمس بين الساعتين 11 و3، وعلى استخدام كريم الوقاية من الشمس، الذي من المفترض تطبيقه قبل حوالى نصف ساعة من التعرّض لأشعة الشمس حتى تمتصه البشرة. - التسمّم الغذائي: هو من المشكلات الشائعة التي تزيد شيوعاً مع زيادة معدّلات السفر والنزهات وتناول الطعام خارج المنزل، وتدخل ضمن إطار الإلتهابات المعوية. من الضروري التشديد على أهمية اختيار المطاعم التي تتقيّد بمعايير السلامة الغذائية وبشروط النظافة.
- تضرّر العينين بسبب أشعة الشمس: يتمّ التركيز عادةً على حماية البشرة، فيما ينسى كثيرون العينين، حيث تُعتبران عرضة أيضاً للأذى بسبب أشعة الشمس. من هنا أهمية حمايتهما من الشمس بواسطة النظّارات الشمسية التي تحمي من الأشعة ما فوق البنفسجية، تجنّباً لتضرّر شبكة العين.
*
اضافة التعليق