بغداد- العراق اليوم:
شاكر كتاب
دواخله مخازن من الذل والهوان. لكنها ايضا مشاجب من الحقد والكراهية. يشعر بالإهانة وهو يقوم بالخدمة ويمسح الأكتاف ويتلقى المكافأة. مكافأة الذل. لكن شعوره هذا يتراكم فيتحول الى حقد. ثم يتمدد حقده بكل الاتجاهات. ويبدأ الحقد يتحول إلى أفكار إنتقامية. ثم يتربص الفرص لينقض على سيده وولي نعمته الذي مزج هذه النعمة بكثير من الإهانات. ويقيناً أن هذا الحقد سيتحول الى سكاكين في اية لحظة ممكنة لتقطع جسد سيده إرباً إرباً. مرت بنا في العراق حالات وحالات كانت نماذج صارخةً لما نقول. منذ ايام 14 تموز 1958 الى يومنا هذا. في حين في الآداب الديمقراطية الحقيقية لا مكان للارتزاق. هناك وظائف ومهام وبشر مكرمون معززون يعملون كلٌّ حسب مهنته وقدرته وبالتالي لا مجال الا ما ندر لحالات الخيانة وانقلاب ذوي القربى "كما يقال" على ذوي الحظوة والغدر بهم. المرتزق هو لغم موقوت. ينفجر في كل لحظة. لاسيما عندما تسلط الاجهزة الاجنبية المعادية اهتمامها به. فكم من ظليل سيده طعنه من الخلف فمنهم من قضى نحبه ومنهم من نجا بقدرة قادر. والمرتزق بهذا يكون اكثر الثغرات خطورة على السيد. فبين حقده هو نتيجة مهانته وذله من جهة وبحث الاعداء عن منفذٍ من جهة اخرى وثقة السيد العمياء والمطلقة يكون هذا المرتزق سلاحا جاهزا للغدر. ومن هذه الأسباب لا غيرها يتراكم الحقد في اعماق المرتزق ليس فقط نحو سيده بل نحو كل الناس بدءاً بمحيطه وبأقرب الأقربين إليه. نلاحظ مصداقا لذلك القسوة الحيوانية المفرطة التي يستخدمها المرتزقة إزاء من يؤشر عليهم القائد على أنهم أعداء ويستخدمونها أيضًا في المعارك الجانبية والشخصية والعشائرية والدينية. المرتزق لا يذبح المقربين والغرباء فداءً للقائد بل تفريغاً لحقده وكراهيته حتى لأقرب الناس. لذلك في الوعي الانساني لا مجال للعبودية ولا للخدمة الشخصية المحطة لكرامة البشر وبالتالي سيحتفظ كل الاطراف بما ينبغي الاحتفاظ به مكانة واحترام وعدم المساس وكذلك الاطمئنان والأمان كشعور يتمتع به الجميع.
*
اضافة التعليق