بغداد- العراق اليوم:
شاكر كتاب نفرٌ من المهووسين يبشر وعلى طريقة الاستفزاز الجماعي بتغيير قادم في بلادنا المنكوبة تقوم به الولايات المتحدة الامريكية. ويضعون سيناريوهات عديدة لهذا التغيير منها عسكرية وأخرى يجري طبخها على نارٍ هادئة وثالثة على شكل انقلاب داخلي ورابعة على شكل عقوبات واعتقالات شخصية وغير ذلك. ويجدون لذلك مبررات متنوعة منها المعقول ومنها الخرافي. والبعض الآخر يعطي هذا الدور الى بريطانيا التي ستنسى همومها كلها وتنشغل بتغيير كم وزير وكم ضابط ومديرعام لتضمن ان سياسةً جديدةً في نظام جديد ستصب في مصالحها وستستفيد مكانتها الآفلة في العراق وفي الشرق الاوسط كله. ويضيف هؤلاء العباقرة ان امريكا قد تنازلت عن العراق!! لصالح بريطانيا دونما مقابل من غير ان يذكروا لذلك أية أسباب. ولا يفوت الفريقين ان يرسما مشاهد في العراك القادم ليشمل صراعا مباشرا مع ايران حول العراق ومنهم من يدعي ان ايران استسلمت للضغوط الغربية في ان تنسحب من العراق وترفع غطاء الدعم والإسناد عن ميليشياتها في بلادنا مقابل ان لا توجه ضربة الى النظام الإيراني ومواقعه في الداخل. ومن غير ان نذهب بعيدا في الحديث عن المبررات النفسية لهذه الخيالات غير السليمة والتطلعات غير المستندة الى شرعية وطنية او حتى عقلانية ومن دون ان نتعرض لأمانٍ مهووسة لبعض الاطراف السياسية نقول انكم كلكم ايها السادة لا تتعدى توقعاتكم هذه احاديث فتاحي الفال وقراء الكف والضاربين بالتخت رمل. فعدا عن كونكم تتحدثون عن العراق من غير ان تتذكروا ولو للحظة انه بلادكم وهنا يعيش شعبكم. وتنسون تماما ما حدث لنا من دمار هائل وخسائر في المدن والأرواح منذ عام 2003 حتى يومنا هذا. تنسون حرائق بغداد والفلوجة والنجف وكربلاء. تنسون احتلال المطار وذبح الناس الجماعي بشتى انواع الاسلحة. وتنسون ان تدخل الاجنبي في البلاد سيفضي الى تنصيب عملاء المحتل كما فعلت امريكا ، وبريطانيا من قبلها ، وإيران من بعدها. تنسون انتم يا " فلاسفة " نظام التفاهة وأخلاقها وآدابها ان السيد الحقيقي للتغيير هم العراقيون انفسهم. وان ثورة تشرين رغم انتكاستها لكنها قد حققت انجازا هائلا تمثل في زعزعة مكانة الحكام وسلطتهم والأكثر من كل ذلك اثبتت ثورة تشرين ان التغيير الجذري ممكن جدا وعلى يد الشعب العراقي وقواه الوطنية الجبارة اذا ما توفر له التنظيم الحصيف والقيادة الوطنية المؤهلة لرسم ملامح التغيير القادم وأدواته وإجراءاته الحاسمة الفورية والإستراتيجية كذلك. نتفق جميعا أن هذه المنظومة المحاصصاتية الفاسدة التي جاءت على آخر ما تبقى في بلادنا ولشعبنا بين نهب وسرقات علنية ومغطاة بشرعيات سماوية ، تستحق التغيير ، وقد استنفذت كل ما في جعبتها من إمكانيات ( إن كانت لها إمكانيات ) دون ان تحقق شيئا ولو زهيدا لصالح الشعب أو البلاد كدولة. بل ازدادت نسب الفقر والبطالة واستشرى الفساد حتى صار العراق مضرب الأمثال وزرعوا الطائفية القذرة حتى بات الجار لا يأمن جانب جاره بل حتى العائلة الواحدة تفككت كنتاج مرير لحنظلة الطائفية. لكننا لا نتفق مع المبشرين بعودة هولاكو والمستعدين للتعاون معه كفرصة عظمى لتسلق سلالم السلطة والتنعم بالإمتيازات كالتي منحت للذين من قبلهم. ايها السادة انكم تطربون على انغام الحان قديمة واسطوانات مشخوطة ولسوف تبح أصواتكم ولا يسمعكم مستمع. الصوت الأعلى ليس لكم ولا لخيالاتكم ولا جزر سعادتكم أمريكا ولا بريطانيا. الصوت الأعلى لنا نحن العراقيين الساكنين على جرف انتفاضة عارمة وعلى أبواب تغييرات عميقة حقيقية تتحقق بأيادي ابناء الشعب كل الشعب وبعقولهم ورؤاهم فقط.
*
اضافة التعليق