أيها المتجذر كدجلة و الفرات .. كلمات في ذكرى ارتقاء عاشق العراق الفريق الركن نجم عبد الله السوداني شهيداً

بغداد- العراق اليوم:

كتب:  الفريق الركن احمد عبادي الساعدي 

تمرُ علينا  ذكرى استشهاد النجم العالي فوق الثرى،  الذي  ابى ان ينطفىء،  و بقي  حياً بيننا كما وعد ربنا بقوله تعالى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" ).

نعم، تمر علينا ذكراه، فتجدنا نستذكره بفخر واعتزاز،   فلقد هوى هذا النجم الهزبر،  شهيداً وهو صائم، محتسباً صابراً، و هو يقود  الفرقة السادسة بميدان القتال والمنازلة مع اعداء الله والوطن.

ترجل هذا الفارس المغوار شامخاً عالياً، فلقد  ابى ان ينحني يوماً لرصاص العدو، و اصر ان يكون قائداً قريباً من جنوده، اذ كان يعيش معهم بنفس الخندق، يعزز من معنوياتهم ويرفع من الهمة بمقارعة العدوان.

وقد عرفتهُ ذرات التراب الوطن المقدس، وغبارها الذي يغطي كل معالم وجهه السمح،  وكان مدركاً تماماً ان هذا الغبار، عبقُ رباني لن يرزق به إلا من كان مخلصاً للعراق و شجاعاً. 

كان الشهيد الفريق نجم عبد الله السوداني ( رحمه الله)  عام 2011 احد امري الألوية العاملين تحت قيادتي، و من هناك عرفتُ معدنه الأصيل،  و نفسه الزكية الكريمة، وشجاعته التي قل  نظيرها، والذكاء والحنكة العسكرية.  

فقد  كان كلما اشتدت الأزمات آنذاك،  وخصوصا الأمنية اعتمدت عليه، يقيناً مني بأنه رجل تتألق شجاعته بالمواقف الصعبة، فالجناح الذي يكون فيه الشهيد اكون مطمئناً منه،  ومن قوته الشخصية،  حيثُ كانت شجاعته تضيف لي قوة كبيرة،  و هو بحد ذاته كوجود،  قوة معنوية في حركة القطعات التي تعمل تحت امرته وقيادته،  ولازلت اتذكر تلك الكلمات التي يرددها لي"  سيدي سدك امين من موقعي ومكاني،  لن استسلم حتى الموت والشهادة بنفس المكان".

  و كنتُ  اعرف ان الرجل يمني النفس باحدى الحسنيين اما النصر او الشهادة، و كانت كلماته الباسلة تلك  تعطي كل قائد عزمًا وثقة عندما يسمع كلمات و روحية بهذا المستوى و يعايش هكذا رجال.

نعم ايها الاخ والقائد الشجاع كنت كتلة من  الوفاء،  و قد قلت وقطعت وعدا لن ترحل عن مكانك الا وانت شهيد،  فاخترت الشهادة ولم تتزحزح عن موقعك ولم  تترك ارض وتراب العراق وبغداد ان يدنسها الإرهاب،  

فبقدر الوفاء الذي نفذته والعهد الذي قطعته على نفسك، اننا اليوم مدينون لك ان نذكرك بذكرى استشهادك، ونجدد العهد معك ايها البطل، يا  ابن العراق البار،  فاننا سائرون على منهجك وطريقك الذي رسمته بدمك الطاهر على ارض الوطن، و ستبقى ذكراك ايها الشهيد نبراسًا يضيء دروب المجاهدين عبر التاريخ . 

ارقد اخي فريق"  نجم"  بسلام، رحمك الله وانت حي تعيش بيننا روحاً وذكرى حية لن تموت ابداً.

علق هنا