بغداد- العراق اليوم:
كشف الملك الاردني عبدالله الثاني في كتابه “فرصتنا الأخيرة” اسرار لجوء حسين كامل وشقيقه الى الأردن وكيف تم استدراجهما للعراق وقتلهما، ابان نظام صدام.
يقول الملك في كتابه “في آب من العام 1995 انشق حسين كامل، أحد أقوى رجال الحكم وأكثرهم نفوذا في العراق، عن نظام الحكم في بلاده نتيجة خلاف بينه وبين عدي، ولجأ إلى الاردن. جاءت معه زوجته رغد ابنة صدام كما جاء معه شقيقه صدام كامل، أحد كبار ضباط الحرس الجمهوري وزوجته رنا شقيقة رغد. جاءت العائلتان من بغداد إلى عمان بالسيارة وقطعتا مسافة 500 ميل، وان سبب الزيارة – المعلن تمويهاً – هو أن الشقيقين كامل كانا سيستقلان الطائرة من عمّان إلى بلغاريا في زيارة رسمية”.
كان العراق آنذاك خاضعاً لعقوبات دولية فرضتها الأمم المتحدة ولذلك لم تكن تغادر مطار بغداد أي رحلات دولية.
ويلفت الملك الأردني الى انه “عندما وصلت العائلتان إلى عمان اجتمع الشقيقان إلى والدي الذي وافق على منحمهما حق اللجوء السياسي”.
وكان حسين كامل مكلفاً بالاشراف على برنامج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقي، وعلى برنامج العراق النووي وكان أعلى رجال النظام رتبة الذي ينشق عن صدام. ويشير عبد الله الثاني الى انه “بعد ان رتب له والدي موعداً مع مفتشي السلاح التابعين للأمم المتحدة للاستماع إلى افادته، قرر استضافة الاخوين وعائلتيهما في قصر الهاشمية، وهو قصر حديث غالباً ما كان يستضاف فيه رؤساء الدول وكبار الشخصيات العالمية عند زيارتهم الأردن”.
وتحدث مستعرضا ليلة وصولهم الى الارن، وقال “اتصل بي والدي وقال: اذهب وسلم عليهما وأكد لهما أن سلامتهما في الأردن مضمونة، اجعلهما يشعران بالاطمئنان كأنهما في بلدهما وبين أهلهما”. ذهبت للاخوين كامل ورحبت بهما وقدمت نفسي بوصفي قائداً للقوات الخاصة، وقلت لهما إن إحدى الوحدات من هذه القوات هي التي تتولى حمايتهما. لقد جاءنا ضيفين مع عائلتيهما وهذا واجبنا. لكن ما كنت قد رأيته خلال زيارتي إلى بغداد جعلني أعرف اي نوع من الناس كان هذان الرجلان، وبالتالي قررت البقاء على مسافة منهما. مع أننا كنا متجاورين، فأنا ورانيا كنا نسكن في منزلنا الجديد القريب من الهاشمية، لم اقابل حسين كامل وابنتي صدام حسين سوى 3 مرات على الأرجح طوال المدة التي قضوها في عمّان”.
وأشار الملك الأردني الى الوهم الذي كان يعيشه حسين كامل قائلا “في تقديري أن ما دار في ذهن حسين كامل هو أن الغرب سيسارع إلى احتضانه، وأن الولايات المتحدة ستوظف نفوذها وقوتها لتنصيبه قائداً للعراق. ومن الواضح أنه كان واهما”.
وتابع قائلا “بعد مرور 6 اشهر على مجيئهما إلى عمان، في شباط / فبراير من العام 1996، بعث صدام إلى حسين كامل برسالة يقول فيها انهما اذا عادا الى العراق فإن كل ما صدر عنهما سيكون مغفوراً لهما. وبما أن الرجلين كانا قد افتقدا الموقع والنفوذ اللذين كان لهما في بغداد، وفي ضوء ما ثبت لهما من أن الأمل والحلم اللذين راوداهما وهماً وحكماً خاطئاً على مجريات الأحداث، فقد قررا أن يصدقا حماهما وبالتالي أن يعودا إلى بغداد مع عائلتيهما”.
وأضاف “أعطى والدي الأمر بأن يصار إلى مواكبتهما حتى الحدود، وهكذا تولى موكب عسكري ايصال الرجلين والعائلتين عبوراً في الصحراء نحوالشرق، وعند الوصول كان فريق من قناصة قواتنا الخاصة يراقب عملية التسليم تحسباً لحصول ما ليس متوقعاً”.
واردف قائلا “عند وصول الشقيقين إلى الحدود كان عدي وقصي بانتظارهما على الجهة العراقية منها. في تقرير فريق القناصة أن عدي صافح الشقيقين ثم اخذهما الجنود العراقيون وما ان القى بهما الجنود في احدى السيارت حتى استدار عدي وقصي وركعا يصليان!!.
وقال الملك الأردني في مذكراته “عندما سمعت هذا الكلام اتصلت بوالدي وقلت له: ان الاخوين كامل اصبحا من الأموات لامحالة”.
وزاد قائلا “بعد 3 ايام قتل حسين وصدام كامل على ايدي رجال صدام حسين، وبذلك فقدت ابنتاه زوجيهما واحفاده والديهم”.
كما يشير الملك الاردني في كتابه الى الغزو الاميركي على العراقي، ويشير الى الترتيبات الأميركية في العام 2003 والضغوطات التي تعرض لها الأردن من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لاستخدام الأراضي والأجواء الأردنية لمهاجمة العراق ورفض الملك لهذه الضغوطات وكيف تمكن من حماية الأردن من أن يصبح طرفاً في هذه الحرب، خاصة أن أطرافاً داخلية في الأردن ومنهم رؤساء وزراء سابقون كانوا يطالبون الملك بالوقوف إلى جانب صدام حسين كما أشار الكتاب، ولكن الملك كان متأكداً بأن صدام لن يتمكن من الصمود لأسباب عسكرية وسياسية طرحها في الكتاب، مؤكداً أن الخيار الأفضل كان هو الحياد.