بغداد- العراق اليوم: يواصل الدكتور علي محسن العلاق، محافظ البنك المركزي العراقي، جهوده لانضاج سياسة نقدية للبلاد، بعد أعوام من عدم الاستقرار الذي شهدته المؤسسة النقدية الأهم في الدولة العراقية، نتيجة لعدم الاختيارات الصائبة، خصوصاً السنوات التي تلت ترك العلاق لهذا الموقع . فالعلاق الذي تحمل هذه المسؤولية الخطيرة وفي هذه الفترة الحساسة، يوازن الآن بين السياسة المالية والنقدية، و يسير فوق خط رفيع جداً، في ظل صراع اقتصادي شديد، بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، و بين المحور الآخر الذي يريد أيضاً ان يجد له مبرراً واضحاً في فك الخناق عنه. العلاق الذي يعمل على إستعادة قيمة الدينار العراقي مجدداً بعد خطوة رعناء قامت بها إدارة البنك المركزي العراقي و الحكومة السابقة، بخفض غير مدروس لسعر الدينار العراقي، مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، و تسبب بكساد سوقي هائل غير مسبوق على الأقل بعد عام 2003. خطوات محسوبة بعناية فائقة، يتخذها محافظ البنك المركزي العراقي، فمع تشديد الإجراءات الرقابية و القانونية على عمليات التبادل النقدي، و مراقبة تحويل العملة الأجنبية الى خارج البلاد، يقابله تسهيلات نقدية واضحة و غير مسبوقة للتجار الحقيقيين، و ايضاً تسهيل عمليات التحول الرقمي للتبادل النقدي، ومكننة عمليات البيع والشراء بالنسبة للمواطن. ان النجاح في مهمة تخليص العراق من التهريب النقدي، و إهدار المال العام عبر عمليات فاسدة، لهي مسؤولية قانونية، وطنية، واخلاقية، تصدى لها الرجل بشجاعة و ها هو يواصلها بدأب على الرغم من صعوبة الواقع، و عمق الانحراف النقدي المتروك منذ أعوام.
*
اضافة التعليق