تكلم الجرجير بين يديها

بغداد- العراق اليوم:

حسن الخفاجي

في اول سفراتي الى بانكوك عاصمة تايلاند جلب انتباهي مشهد لنساء متجمهرات حول عربة بائع فاكهة، سألت صديقي عن السر بتجمهرن، قال: هذا البائع يجلب نوعا واحدا من الفاكهة الطازجة من المزرعة ويبيعها بسعر رخيص.

لماذا زبائنه من النساء؟

قال:السر ان هذه الفاكهة منشطة جنسية للرجال وتشتريها النساء بتايلاند لأزواجهن، وكل واحدة تحكي للأخرى قصة الليلة السابقة!.

الفاكهة اسمها باللغة التايلاندية (توميان) لها رائحة نفاذة تشبه رائحة الثوم والكبريت طعمها مقزز ، لكن معظم الاسياويين يقولون عن فوائدها الصحية الكبيرة للبدن بالإضافة الى فائدتها كمنشطة جنسية للرجال!.

الجرجير استخدم كمنشط جنسي للرجال منذ زمن الفراعنة.للجرجير قصص وحكايا برع المصريون بتداولها منها قولهم :(لو عرفت المرأة قيمة الجرجير لزرعته تحت السرير ).

كنت في الأسواق العربية حيث اقيم بامريكا وشاهدت شابة في الثلاثين من عمرها تنوي شراء الجرجير، لان الجرجير كان تالفا عز عليّ ان تشتريه. نصحتها بان تشتري الخضار الطازجة بكل أنواعها من احد المحلات الاميركية التي تبيعها طازجة وخالية من المواد الكيمياوية والأسمدة والهرمونات.

لم اعرف ان تطفلي عليها سيحرجها الى حد انها تلعثمت وأخذت تسوق الأعذار . قالت انها تريد شراء الجرجير لمساعدة زوجها بالإقلاع عن التدخين وإخراج البلغم وو . من تلعثمها و حرجها شعرت ان الجرير بدأ يتكلم بين يديها ويفضح المستور !. استأذنتها وغادرت المتجر محملا بنصف احتياجاتي نادما لتطفلي على الحياء والشرف الذي شاهدته جميلا عفيفا مجسدا في هذه المرأة العراقية الاصيلة والطاهرة.

حياؤها ذكرني بنساء تايلاند وفاكهة التوميان وقلة الحياء المنتشرة هذه الاوقات بوسائل التواصل. عقدت مقارنة بين الحياء الجميل الذي يزيد المرأة جمالا والقاً، وقلة الحياء، الذي يجعلها بضاعة رخيصة في سوق جل بضاعته فاسدة.

قلة الحياء اصبحت تجارة رائجة ابطالها اصحاب وصاحبات المحتوى الرديء الهابط. زبائنهم وجمهورهم مجاميع من ضحايا الدكتاتورية ومااسست له من خراب وما تلاها من فساد. حسنا ً فعلت وزارة الداخلية بقيامها بتقديم المتورطين بنشر المحتوى الهابط والرديء الى المحاكم.

(ان تأتي متأخراً خيرا من ان لا تأتي ابداً)

الصور للجرجير وفاكهة التوميان

علق هنا