6 منها مصرية و2 عراقية.. تعرَّف على أقدم 10 وثائق مكتوبة من نوعها في التاريخ

متابعة - العراق اليوم:

تعد الكتابة ضمن أهم إبداعات الإنسان في التاريخ؛ إذ لم تكتفِ بتوفير انتشارٍ دقيقٍ للأفكار عبر الزمان والمكان فقط؛ بل ساهمت في انتشار القوانين في العالم أيضاً.

قامت الوثائق حرفياً بتغيير العالم، وبعضها نجا من الضياع رغم مرور مئات بل وآلاف السنين على كتابته. كل نوعٍ من أنواع الوثائق مثّل نافذةً فريدةً لإرثنا ككائنات بشرية بطريقة مذهلة ومفاجئة أيضاً.

فيما يلي نتعرف على أقدم 10 وثائق في التاريخ، بحسب موقع List Verse:

10- أقدم اتفاقية دولية :

 يعد الحيثيون والمصريون القدماء من أعظم الحضارات التي عرفها التاريخ الإنساني، إلا أن العلاقة بين الحضارتين لم تكن سلسة، وحاز قدراً كبيراً من القوة العسكرية بمقاييس ذلك الزمان.

إحدى النقاط الإشكالية المحورية بين الطرفين كانت مدينة قادش التي تقع الآن في سوريا. ففي القرن الـ 13 قبل الميلاد، زحف الحيثيين نحو المدينة التي كانت تحت السيطرة المصرية واستولوا عليها، ما مكنهم من تهديد طرق التجارة الحيوية.

بعدها، زحف الفرعون المصري رمسيس الثاني - الذي عُرف لاحقاً برمسيس العظيم -، بجيش قوامه 20 ألف جندي لاستعادة المدينة وانتهت المعركة بالتعادل.

أدرك الطرفان أن تحقيق نصر حاسم في المعركة غير ممكن لهذا سعيا لحل آخر، وكانت النتيجة اتفاقية سلام وقِّعت بين الطرفين في العام 1269 قبل الميلاد، وهي أقدم اتفاقية متوافرة لدينا.

نسخة من الاتفاقية متاحة للعرض في الأمم المتحدة، وتتوافر كذلك ترجمات للنسختين الحيثية والمصرية من الاتفاقية. تَعِد الاتفاقية، الموقعة من قِبل القادة، بسلام دائم؛ لضمان إيقاف الأعمال العدائية بين الطرفين إلى الأبد.

هناك أيضاً بنود تنص على إعادة المصريين الهاربين إلى بلاد الحيثيين وبالعكس، ما يجعلها أول اتفاقية تبادل مجرمين كذلك. اتفق البلدان كذلك على إرسال قوات للمساعدة في حال اعتداء طرف ثالث على أي منهما.

وتتضمن الاتفاقية إرسال قوات لقمع أي انتفاضة محتملة في البلد المجاور، حيث جاء في نصها، "إذا اعتلت رمسيس، ملك مصر، ثورة الغضب ضد شعبه بعد ارتكابهم أخطاءً ضده، فإن ملك الحيثيين أخي سيقوم بإرسال قواته ومركباته وسيقومون بسحق كل من هو ضده".

9- أقدم وثيقة طبية "ناجية" :

 انخرط البشر في مختلف أنواع الرعاية الصحية منذ بداية الزمان، لكن أول تسجيل لدينا لنصيحة طبية مسجلة جاءت على أوراق البردي المصرية. هذه الوثيقة التي يقارب عمرها الـ 4 آلاف عام معروفة باسم بردية كاهون، اكتُشفت في العام 1889، وتحتوي معلومات عن تشخيصات وعلاجات عدد من الأمراض.

في حين بعض المعاني فُقدت عبر آلاف السنين، إلا أنه يبدو أن بعض النسوة المصريات عانين حالة غير اعتيادية مثل رائحة الاحتراق الصادرة عن الرحم المتجول.

اتهم المصريون الرحم بالتسبب في الكثير من الأمراض التي لم تكن غالباً على صلة به. على سبيل المثال، "المرأة التي تعاني حرقة في عينيها حتى تفقد القدرة على النظر، بالإضافة إلى شعور بالحكة في رقبتها" تشخص بأن لديها "إفرازات من الرحم في عينيها".

العلاج المقترح كان تبخير الرحم. حتى وجع الأسنان، كانوا يرون أنه ناتج عن الرحم، ويتطلب الأمر مزيداً من التبخير للرحم. إذا كانت أذناك تؤلمانك ولا تستطيع تمييز الكلمات التي تسمعها، فغالباً هذا أيضاً بسبب الرحم!

8- أقدم نص ديني :

بنيت أهرامات الجيزة على يد أعظم الحرفيين في عصرهم (ليس العبيد كما هو شائع)، وقد أنشئت لتكون مستقراً لأجساد حكام مصر ومُلئت بالقصص والتعاويذ المخصصة؛ لمساعدة أرواحهم في رحلتها نحو الآخرة. أقدم هذه النقوش وُجدت في أهرام أوناس، وهي أقدم نصوص دينية متبقية بالعالم.

تظهر لنا النصوص أقدم وصف لأوزوريس - ملك الموت عند المصريين القدماء -. كُتبت هذه النصوص بطريقة تظهرها كأنها مصممة ليتم تغيير الكلمات، أو على الأقل لتنطق بصوت عالٍ.

النصوص التي تصف الطريق إلى الحياة الأخرى شعرية، تشبّه الأرواح بطيور مالك الحزين والجنادب التي تتقافز في الهواء.

7- أقدم قصيدة شعر:

  لطالما اتخذ الأدب القديم شكل الشعر. قبل الكتابة، كانت التقاليد الشفوية تمرَّر بين الأجيال المختلفة عبر القصص، وكان الشعر طريقة سهلة لتعلم وسرد القصص.

تنافس أسطورة غلغامش على مركز أول قصيدة ملحمية. أقدم نسخة مكتوبة يعود تاريخها إلى 2000 قبل الميلاد. في الحقيقة، هناك قصيدة أقصر وأقدم من ذلك استطاعت النجاة، وهي قصة سومرية قديمة عن بحار السفن المحطمة، وهي تطابق اسمها بالفعل!

أقدم قصيدة حب أقل عمراً من ذلك بقليل، تمت كتابتها على لوح بحجم الهاتف الجوال. الأغنية السومرية التي يبلغ عمرها 4000 عام، احتوت أيضاً على أقدم نص مغازلة: "لقد أَسَرْتني، دعني أقف مرتعشاً أمامك أيها العريس، سيتم أخذي لغرفة النوم".

6- أقدم تصوير للجنس :

هناك تعليق شهير على السلوك الجنسي عند البشر هو أن "كل جيل يعتقد أنه من اخترع الجنس".

لكن المصريين القدماء تركوا دليلاً على أنهم اكتشفوا الأمر برمته مبكراً، جاء هذا الدليل على شكل بردية تورينو الجنسية. الوثيقة التي تبلغ من العمر 3000 عاماً، تحتوي على تصاوير لـ 12 وضعاً جنسياً مختلفاً.

 5- أقدم رسالة في زجاجة :

أقدم هذه الرسائل التي يتم الحديث عنها هي لشونسوكي ماتسوياما الذي أرسل رسالة في العام 1784، طالباً النجدة بعد تحطم سفينته. انجرفت هذه الرسالة إلى شاطئً ما في 1935، متأخرة قليلاً عن موعدها!

من المرجح أن تكون هذه القصة ملفقة، وهو ما ترجحه موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لهذا فلقب "أقدم رسالة في زجاجة" هو من نصيب فائز آخر.

أقدم رسالة في زجاجة موثقة يرجع تاريخها إلى العام 1914. ظلت في البحر لمدة 35 ألف و736 يوماً، وعثر عليها الصياد الاسكتلندي آندرو ليبر في 12 أبريل/نيسان من العام 2012. أُطلقت هذه الرسالة كجزء من تجربة علمية لترسيم تيارات البحر لصالح غرفة الصيد الاسكتلندية. قد تكون أقل رومانسية من الكلمات الأخيرة لبحار ضائع أو نجم بوب بريطاني وحيد، ولكنها على الأقل أكثر فائدة.

4- أقدم مراسلة :

 أقدم مراسلات في التاريخ، كانت رسائل دبلوماسية متبادلة بين الفراعنة المصريين ورجال الدول المجاورة.

هذه اللوحات الطينية، التي عرفت باسم "رسائل العمارنة"، تعود إلى القرن الـ 14 قبل الميلاد. طلب ملك مدينة القدس، الكنعاني عبدي هيبا، في إحدى هذه الرسائل من فرعون مصر إخناتون المدد العسكري لمواجهة دويلات المدن الأخرى في المنطقة.

تم التنقيب عن هذه الرسائل في العام 1887، وهي موزعة الآن على العديد من المتاحف في أوروبا. إحدى هذه الرسائل، على سبيل المثال، موجودة في المتحف البريطاني، وهي من الملك ميتاني، ملك إحدى المدن التي كانت تقع في المنطقة التي تسمى سوريا حالياً.

وتخاطب هذه الرسالة الفرعون المصري أمنحوتب الثالث، وتتمنى له ولأسرته الخير قبل أن تشير إلى أن تمثال الإلهة عشتار في طريقه.

3- أقدم نسخة مؤرخة من كتاب مطبوع :

 عرفت النصوص في الأديان الشرقية - مثل البوذية والهندوسية -، باسم "سوترا". أشهر هذه النصوص في الغرب، هو الـ "كاماسوترا"، ولكنه ليس النص الوحيد.

أقدم نسخة مطبوعة ومؤرخة من كتاب، هي نص بوذي يدعى "سوترا الألماس"، وهو اسم تم اقتراحه من قِبل بوذا نفسه للدلالة على أن النص مخصص لـ "قطع الوهم الدنيوي مثل نصل من الألماس ليضيء للعالم ما هو حقيقي ودائم".

وُجد هذا الكتاب في العام 1907 بواسطة مستكشف بريطاني مخبأً في كهف، وكان واحداً من 40 ألف وثيقة محبوسة لما يقارب الـ 900 عام. وساعد الكهف في الصحراء بهوائه الجاف في حفظ هذه الوثائق. ويتعامل النص مع الهوية وينتقد فكرة أن الناس لديهم جوهر ثابت لا يتغير.

يضع النص نفسه في مكانة عالية؛ إذ يقتبس نصاً من بوذا يقول فيه: "إذا قام ابن صالح أو بنت صالحة بتخصيص عدد من الحيوات يساوي عدد رمال نهر الغانج لأعمال الخير، وكان هناك شخص آخر يحفظ آية من 4 سطور من هذا النص وعلمها للآخرين، فإن قدر هذا الأخير سيكون أعظم بكثير".

2- أقدم وثيقة زواج :

أوراق بردي الفنتين هي مجموعة من الوثائق، يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وُجدت في جزيرة الفنتين التي تقع في نهر النيل. في ذلك الوقت، كانت مستوطنة يهودية تشغل الجزيرة كحامية مصرية. من بين العقود والرسائل المختلفة، كان هناك 3 عقود زواج، وهي أقدم العقود المعروفة.

تبدو هذه العقود كأنها وثِّقت في مواقف غير اعتيادية. كانت العرائس أمة وأمة سابقة ومطلقة. كان الغرض من هذه العقود هو توثيق الاتفاقات المالية للزواج، ومن بينها المهر.

إذا انتهى هذا الزواج إلى الانفصال، فإن الزوجة تأخذ هذا المهر إلى جانب كل ممتلكاتها التي جاءت بها. أحد الأزواج المحظوظين كان اسمه عنانيا بن عزريا وزوجته خادمة تدعى تاموت. يحتوي العقد على أجزاء تم مسحها والإضافة إليها، ما قد يشير إلى أن المفاوضات ظلت جارية حتى اللحظة الأخيرة.

1- أقدم مجموعة قوانين:

أقدم جريدة

أول جريدة إخبارية في العالم تم إصدارها بألمانيا في مطلع القرن الـ 15 الميلادي، وكانت تسمى "مجموعة الأخبار الهامة والمتميزة".

لا توجد أي نسخ ناجية للسنوات الأربع الأولى من إصدارها، لكن أول نسخة موجودة تعود إلى العام 1609. نُشرت الجريدة في مدينة ستراسبورغ، وهي مدينة كاثوليكية، لهذا فإن المناسبات البروتستانتية نُشرت مجهولة المصدر؛ لكي لا يتم الكشف عن مكان الطباعة.

أقدم جريدة باللغة الإنكليزية طُبعت في أمستردام في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من العام 1620، وكان سطرها الافتتاحي يقول: "New Tydings out of Italie are not Yet Com".

 لم يكن لهذه الجريدة أي عناوين رئيسية، حيث لم يكن هذا الأمر ذا أهمية. ببساطة، إذا لم تكن هناك جرائد أخرى فلست بحاجة لشيء يميز جريدتك. أقدم الجرائد المنشورة في إنكلترا، يعود تاريخ إصدارها إلى العام 1621 وكانت تدعى "كورانتي"، أو "الأخبار الأسبوعية من إيطاليا وألمانيا والمجر وبولندا وبوهيميا وفرنسا والبلدان المنخفضة". بينما لم تصدر في أميركا جريدة محلية حتى العام 1960.

علق هنا