العراق يعيش اسوأ فصول الكارثة.. لا ماء فوق الأرض ولا تحتها !!

بغداد- العراق اليوم:

لطالما حفر العراق الصحراء بحثاً عن النفط، لكن التغير المناخي وانخفاض تدفق الأنهار يجبرانه اليوم على الحفر أعمق بحثًا عن مورد أثمن وهو الماء.

ويمر العراق بموسم جفاف هو الأسوأ منذ 92 عاما مع انحسار الأمطار ومناسيب الأنهار، لذلك تكثّف حفر الآبار واستخراج المياه الجوفية من الأرض. 

وما زاد من حدة الإجهاد المائي سدود المنبع وخاصة تلك الموجودة في تركيا التي قلّلت كثيرًا من تدفق نهري دجلة والفرات. 

مياه الآبار للزراعة

وكان حسين باديوي، وهو مزارع جنوبي، يزرع الشعير والعشب للماشية على حافة صحراء النجف منذ عقود، لكنه اليوم كغيره من المزارعين يعتمد حصريًا على حفر الآبار للحصول على المياه التي انخفض منسوبها. 

وقد لفت أحد المزارعين إلى أن "نسبة الملوحة في الآبار عالية جدًا وهي لا تصلح للزراعة". 

وبحسب الأمم المتحدة، يعد العراق من بين أكثر خمس دول تأثرًا بالتغيّر المناخي فهو يواجه ارتفاعاً كبيرًا في درجات الحرارة ونقصا في المياه. وبينما هو معرض لسنة أخرى من الجفاف، أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية الشهر المنصرم عن خطة لاستخدام المياه الجوفية في ست محافظات لأغراض الزراعة منها النجف. 

حل مؤقت وتداعيات طويلة الأمد

وحذّر الخبراء من أن الحل القصير الأجل للمزارعين يؤدي إلى تفاقم مشكلة طويلة الأمد مع احتدام المنافسة المحمومة على المياه الجوفية النادرة. 

وأشار الاختصاصي في موارد المياه والهندسة البيئية نذير الأنصاري إلى أن كمية المياه الجوفية في العراق محدودة وهي غير صالحة للزراعة، حيث يعتمد عليها بنسبة 5% فقط. 

ولفت في حديث صحفي من ستوكهولم إلى التهافت الكبير على المياه الجوفية في العراق. وقال: "إن هذا التهافت أدّى إلى جفاف قسم من المسطحات المائية، حيث إن استخراج المياه الجوفية يجب أن يكون بطريقة علمية". 

وأشار الأنصاري إلى أن بعض الخزانات الجوفية لا تتجدد فيها المياه. 

استخراج عشوائي للمياه

واعتبر أن المسؤول عن استخراج المياه الجوفية هو مؤسسة المياه الجوفية التابعة لوزارة الموارد المائية العراقية، لكن الواقع شيء آخر حيث لا يلتزم المواطنون بالمعايير الموجودة. 

كما أكّد الأنصاري على وجود قوانين تنظم حفر المياه الجوفية، لكنها لا تطبق وتحفر الآبار بشكل عشوائي.

وانتقد المتخصص إدارة الموارد المائية الخاطئة في العراق، مشددًا على ضرورة تغيير استراتيجية استخدام الموارد المائية بشكل جذري، ومحذرًا من انحدار الوضع نحو الأسوء. 

ولفت إلى ضرورة اعتماد أساليب حديثة في الري، والاعتماد على المصادر غير التقليدية مثل الحصاد المائي من مياه الأمطار وتحلية المياه وإعادة استخدامها للزراعة. 

كما شدد على أهمية تأهيل شبكة توزيع المياه المكشوفة لتقليص تبخر المياه، واعتبر أن من الضروري توعية الناس بشأن أزمة المياه.

علق هنا