عندما تكون الدولة بمؤسساتها هي الحرامي !

بغداد- العراق اليوم:

أياد السماوي

قبل أن أبدأ مقالي الصادم لهذا اليوم , أتوّجه بالتحيّة والإجلال للإعلامي القدير أحمد ملا طلال , لما يقوم به من دور وطني مشرّف وبطولي في قضية سرقة القرن يستحق عليه كلّ الثناء والاحترام .. وها أنا اليوم استكمل معكم أيها الأخوة والأحبة ما تحدّث به ملا طلال يوم أمس ..

من الممكن جدا بل ومن غير المستغرّب أن تكون الحكومة هي الحرامي , وهذا يحصل عادة عندما يكون رئيس الحكومة لصا , حينها سيكون أغلب وزرائه لصوصا , وهذا ما حدث في زمن حكومة اللصوص برئاسة مصطفى عبد اللطيف مشتت , لكن عندما تكون الدولة بأغلب مؤسساتها متوّرطة في سرقة القرن , فتلك هي الطامة الكبرى .. في بدايات عملية سرقة القرن كان هنالك إخبار ورد إلى هيئة النزاهة , الإخبار يفيد أنّ سرقة كبيرة تجري لأموال الأمانات في الهيئة العامة للضرائب , الإخبار وصل بيد مدير عام التحقيقات في الهيئة السيد ( كريم بدر الغزي ) , وهو نفس الشخص الذي أشار إليه ملا طلال في برنامجه ليوم أمس والذي تصادف وجوده في الحج مع ( نور زهير جاسم ) والذي عاد معه بنفس الطائرة الخاصة التي يملكها نور .. مدير التحقيقات في هيئة النزاهة ( كريم بدر ) بعد ورود الإخبار للهيئة قام بإرسال المحقق ( بشير صباح هادي ) والذي أخذ أجازة لمدة خمسة سنوات مع زوجته ( ميادة عدنان حمادي ) وبموافقة رئيس الهيئة ( علاء جواد الساعدي ) في 11 / 11 / 2021 .. وبعد أن قدّم المحقق ( بشير صباح هادي ) تقريره إلى مدير عام التحقيقات السيد ( كريم بدر ) , قام السيد مدير عام التحقيقات بتقديم توصية إلى رئيس الهيئة بحفظ الإخبار مبررا ذلك بأنّها أمور فنيّة , وتمّت موافقة مدير عام هيئة الضرائب ( علاء جواد ) بحفظ القضية وتمّ تحرير كتاب معنون إلى الهيئة العامة للضرائب حمل الرقم ( 7079 ) في 31 / آب / 2021 والذي كان الضوء الأخضر للهيئة للاستمرار بسرقة القرن ..

فعندما يكون مكتب رئيس الوزراء ورئاسة المخابرات العامة والهيئة العامة للضرائب وهيئة الكمارك وهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ووزارة المالية واللجنة المالية في مجلس النواب العراقي وسكوت القضاء العراقي ممثلا برئاسة الادعاء العام , فهذا يعني أنّ النظام السياسي القائم في ورطة حقيقة .. ومن يعتقد أنّ ( نور زهير جاسم ) هو اللص في ملّف سرقة القرن , فهو واهم بل ومتواطئ , فسرقة القرن قد تمّت تحت مرأى ومسمع جميع هذه المؤسسات , بل أن أموال هذه السرقة وكما يقال قد وصلت إلى عدد غير قليل من القادة السياسيين .. وبالتالي فإنّ الجميع يريد غلق هذه القضية بأي ثمن حتى لو تطلّب ذلك قتل كلّ من يؤجج طرحها على الرأي العام العراقي .. هنالك من يقول أنّ ملّف سرقة القرن هو الاختبار الحقيقي لدولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني , وأنا أقول أنّ ملّف سرقة القرن هو الاختبار الحقيقي للقضاء العراقي الذي توّلى عملية التحقيق في هذا الملّف .. المطلوب من دولة رئيس الوزراء الجديد أن يباشر فورا بعزل كلّ هذه الأطراف التي اشتركت في هذه السرقة فورا وإحالتهم إلى القضاء , وأولهم مدير مكتب رئيس الوزراء السابق ورئيس جهاز المخابرات الوطني الحالي ( رائد جوحي ) ومدير مركز العمليات الوطني (نوك) ضياء الموسوي.. فجميع الدلائل والمؤشرات تؤكد توّرط هذه الأسماء وصولا إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات .. لا احترام للحرامي بعد اليوم .. 

تنويه .. ورد في المقال أسم كريم بدر الغزي , وهو ليس الإعلامي المجاهد كريم بدر صاحب ثورة طريق الحرير ..

علق هنا