بغداد- العراق اليوم:
الشرف الوطني ليس مصطلحاً مجرداً، وليس تهويماً لغوياً فارغاً، بقدر ما هو تطبيق عملي على أرض الواقع، وتمثلاث مستمرة متواصلة يخطو بها المرء نحو خدمة المجتمع الذي ينتمي له، ويدافع عن البيئة التي يعيش فيها، ويعلي من شأن الجماعة التي نشأ بينها، فيكون فرداً صالحاً، وييني لنفسه موقعاً فاعلاً يساهم عبره في تشكيل وحدة متكاملة تدعى الوطن.
طبعاً لا نختلف على إدانة الأفعال (اللا أخلاقية) ولا نشرعنها، كما لا يمكننا تبريرها، لكننا نريد ان نقول ان ثمة فضائل اسمى من أخرى، مكارم ارقى من أخرى أيضاً ، وهناك نقائص اوطأ من اخرى، ومفاسد اشد من مفاسد، لذا فأن انحرافا أخلاقيا ما عند شخص، يمكن ان يكون مع سوئه، افضل من سلوك آخر اكثر انحطاطا ودناءةً، كما في فعل الخيانة والعمالة والتخريب المتعمد لمصالح الاوطان ولخدمة اجندات خارجية وفئوية، ففعل البغاء مثلاً على خطورته، سيدل افضل من تلك الأفعال التي تؤذي المجتمع وتفكك عرى الوطنية، وهنا نشير الى حادثة تؤكد هذا المعنى.
في سنة 1971 كان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في زيارة إلى مدينة سوسة
وبعد إفتتاحه منتزه سياحي طلب من والي المدينة زيارة بيت الدعارة المعروف بالمدينة القديمة بسوسة فاستغرب الوالي ولكنه إمتثل لطلب الرئيس وعند وصولهم للمكان سأل بورقيبة عن امرأة كانت تعمل هناك وهل مازالت على قيد الحياة أم لا؟
فأتوا بالمرأة وهي عجوز فقبل الرئيس جبينها وأمر بمنحها منزل وراتب شهري مخاطباً الحضور:
"لقد كانت مناضلة شجاعة في زمن الإستعمار وكانت تمدنا بمعلومات مهمة حول الضباط الفرنسيين الذين كانوا يترددون على دار الدعارة" ! ! !
*ربّاط السالفة*
أحياناً العاهرات أشرف وأطهر وأنبل بكثير من محترفي العهر السياسي وخونة الداخل الذين يشاركونك في نفس الوطن ويتنعمون بخيراته ولكنهم في نفس الوقت يوالون بلاداً أخرى وينتمون لخط أعداء الوطن .
*
اضافة التعليق