منزل" أجاثا كريستي"  في بغداد، يلفه نسيان قاتل .. فأين وزارة الثقافة وأين وزيرها الهمام ؟!

بغداد- العراق اليوم:

كشفت الصحافية العراقية آية منصور النقاب عن بقايا المنزل الذي اقامت فيه الكاتبة البريطانية اجاثا كريستي في بغداد ابان اقامتها في العراق رفقة زوجها، حيث كتبت كريستي الكاتبة البوليسية الأشهر في العالم، جزءاً من رواياتها البوليسية الشيقة في هذا المنزل.

وبحسب منصور، فأنه وبعد عقود من رحيل الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي لا يزال منزلها في العاصمة العراقية بغداد حياً، ومطلاً على ضفاف نهر دجلة، في "كرادة مریم" حيث كانت تجلس مؤلفة الأعمال - الأكثر مبيعا على الإطلاق- لتدون مذكراتها، من قلب منزل سكنته مع زوجها عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان لفترة ليست قليلة، حين كان هذا المنزل محطة الاستراحة لهما بعد رحلات التنقيب الأثرية في شمال وجنوب العراق.

 وبعد أكثر من 75 عاما على عيشها فيه يصبح هذا المنزل اليوم مكاناً مهجوراً ، وهو بمثابة قطعة أثرية مهددة بالاندثار، وتكتب على جدرانه عبارات تحذيرية للمارة؛ إذ لم يتلق أي ترميم أو صيانة على مدار هذه العقود كلها.

 الكاتبة البريطانية ذكرت هذا المنزل في أغلب كتبها المعنية بالعراق، لشدة تعلقها به، ولأنه كان ملهما لسنوات حياتها الأدبية.

 سافرت كريستي عبر قطار الشرق السريع، وهو القطار الذي ينقل المسافرين إلى بغداد عبر ميلانو وإسطنبول، وأصبحت هذه الرحلة نقطة التحول في حياة كريستي، ففي اليوم التالي ألغت تذكرتها إلى الهند الغربية -حيث كانت تقرر السفر اليها- واشترت واحدة جديدة لبغداد وانطلقت إليها مباشرة لتتعرف على زوجها ماكس مالوان، وتنطلق معه برحلات تنقيب في شمال وجنوب البلاد، "ولم تشكل وجهات البحث عن الآثار مع زوجها أي عقبة أمام كتاباتها، بل على العكس، فحينما كان زوجها يعمل في نينوى  كتبت كريستي روايتها الشهيرة "جريمة في قطار الشرق السريع" عام 1934، وكانت مستوحاة من رحلات قامت بها في هذا القطار نحو  بغداد.

لقد زار هذا البيت عدد من الضيوف المهمين، أبرزهم الكاتب الفلسطيني الراحل جبرا إبراهيم جبرا، وهو في الأصل كان يدعى بإسم "قصر الملك علي" حيث سكن فيه شقيق الملك فيصل الأول، علي بن الحسين، حتی ذكرت كريستي في سيرتها كيف أنها كانت تحب هذه الدار الواقعة والمبنية على الطراز التركي، فقد قالت إن الناس كانوا يشعرون بالاستغراب من حبها وزوجها لمنزل بهذا الحجم الهائل، ورفضهم العيش في بيت حديث، إن هذا المنزل منعش وأقل حرارة، ويبعث على الراحة".

وتعليقاً على هذا الموضوع كتبت الروائية ميسلون هادي قائلة  " إذا كان فعلاً هذا هو منزل الكاتبة أغاثا كريستي في بغداد، فهو موقع عالمي يشكل ثروة سياحية وتاريخية فذة. فلدى الكاتبة البوليسية الأشهر صورة تطل على دجلة من شرفته في كرادة مريم، كما يرد ذكره في كتاب المهندس محمد صالح (آخر ما تبقى من بغداد). لذا نوجه أنظار وزارة الثقافة والآثار ووزيرها الدكتور حسن ناظم  لهذا الأثر التاريخي الجميل، والذي يعبر عن أهمية الفترة التي قضتها الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي في العراق مع زوجها المنقب الآثاري ماكس ملوان، وللسيد ملوان الكثير من الصور في المواقع الأثرية العراقية، وبعض مؤلفاتها أيضاً كُتبت في بغداد، ويمكن أن يشكل كل هذا نواة لمتحف عالمي مبهر يضم أيضاً مكتبة لأعمالهما بالعربية والإنكليزية. ومن المؤكد أن السفارة البريطانية في بغداد ستكون على أتم الاستعداد للمساهمة في هذا المشروع".

علق هنا