بغداد- العراق اليوم:
نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها لويز غلاغان، تقول فيه إن زوجات الإرهابيين في تنظيم داعش يواصلن الإنجاب لتعويض النقص في صفوف التنظيم.
وتقول الصحيفة: "في عيادة الدكتورة فاطمة خليل للنساء والتوليد في مدينة الموصل شمال العراق، ما يجمع النساء الزائرات هو شيء واحد، وهو أنهن منقبات ومسلحات، وكلهن راغبات بشدة بأن يحملن في بطونهن أجنة".
وتضيف الصحيفة أنه "في ظل لوحة طبيعية من الزهور معلقة في الغرفة، كن يخلعن النقاب، ويضعن الكلاشينكوف جانبا، ويطلبن من الطبيبة المساعدة في الحمل، والنساء الزائرات لسن من المدينة فقط، بل من أنحاء العالم كله".
وينقل التقرير، عن خليل، قولها: "جاءت إلي الكثير من نساء تنظيم داعش ، بريطانيات وفرنسيات وروسيات، كن يطلبن المساعدة بالحمل"، وتقول الكاتبة: "تحدثت إليها من شقة، حيث هربت بعد طرد مقاتلي التنظيم من الجزء الشرقي من المدينة".
وتشير غلاغان إلى أن النساء حضرن بعد سيطرة تنظيم داعش على أراض شاسعة في كل من العراق وسوريا عام 2014، لافتة إلى أن التنظيم يتعرض الآن لحملة في غرب الموصل، حيث يواجه معركته الأخيرة.
وتورد الصحيفة أن الطبيبات في الشرق، الذي لم يعد تحت سيطرة الإرهابيين ، وصفن الكيفية التي أجبرن فيها على معالجة زوجات الإرهابيين ، حيث قالت طبيبة في مستشفى الموصل: "شاهدت امرأة شابة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره الشهور، وقالت: (هذا ولدي، إنه شبل من أشبال الخلافة)، وكنا نعرف أنهم يحاولون زيادة عددهم".
ويلفت التقرير إلى أنه تم الكشف عن سجل علاه الغبار في عيادة خليل، وأظهر كيف زارت النساء المحليات والأجنبيات عيادتها، حيث تم تسجيلهن بالكنية، وطلبن المساعدة للحمل، مشيرا إلى أن تم تسجيل حالة وضعت فيها امرأة ولدها وكانت تصرخ قائلة: "الله أكبر، الله أكبر".
وتذكر الكاتبة أن هناك ملصقا باللغة الإنجليزية عن أدوية تساعد على الخصوبة معلق على جدار العيادة، لافتة إلى أنه على خلاف النساء المحليات، فإن النساء الأجنبيات كن يحضرن مجتمعات ومسلحات بالكلاشينكوف، وكان العلاج مجانيا نظرا لكونهن مسؤولات كبيرات في "الخلافة"، ويحصلن في هذه الحالة على الرعاية الصحية المجانية.
وتقول خليل للصحيفة: "كان لنساء تنظيم داعش كلهن الحق في إطلاق النار في أي وقت، فكلهن يحملن السلاح في حقائبهن وجيوبهن، وكنت خائفة، فالأجنبيات يطبقن القوانين 100% أكثر من النساء المحليات"، منوهة إلى أنها كانت تخاف كل يوم من حضورهن، خاصة أن عدم رضا بعضهن عن العلاج كان يعني الموت، وتضيف خليل: "كنا نعرف أن الإرهابيين قادرون على ذبحنا، وحاولت ذات مرة علاج امرأة لم تكن قادرة على الحمل ولم أنجح، وتم استدعائي إلى مكتب الأمن لدى تنظيم داعش ، وسئلت إن كنت أحاول منع حملها قصدا، وكنت خائفة، لكنني نفيت ذلك وتم إخلاء سبيلي".
ويفيد التقرير بأن طبيبات النساء والتوليد كن من القليلات اللواتي شاهدن نساء تنظيم داعش ، خاصة أنهن كن يرتدين النقاب في الشارع، مشيرا إلى أن الطبيبات كن يعملن في ظروف صعبة، حيث كن أحيانا لا يستطعن النوم وهن يشرفن على عملية ولادة بأدوات قليلة.
وتنقل غلاغان عن طبيبة أخرى، قولها: "نساء تنظيم داعش مجنونات، قبل عدة أشهر كنت أساعد إحداهن على الولادة، وكانت تصرخ قائلة: الله أكبر، الله أكبر".
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم الموقف المتحفظ تجاه الإرهابيين وتصرفاتهم، فإن الطبيبات شعرن بواجب علاج نسائهم، حيث قالت إحداهن: "نحن طبيبات محترفات، والإنسانية تتقدم على كل شيء وليس هناك تمييز"، لافتة إلى أن الطبيبات اللاتي يتحدثن اللغة الإنجليزية بطلاقة استطعن إنقاذ أرواح الكثيرات، خاصة أن معظم الفتيات كن يضعن المواليد لأول مرة، وكن شابات ولا يعرفن إلا القليل من اللغة العربية.
وتقول خليل: "قبل أربعة أشهر، جاءت فتاة بريطانية، وكانت في سن الـ24 عاما، وكانت شقراء وزرقاء العينين وفي المرحلة الأخيرة من الحمل، لكن سبق أن أسقطت حملها قبل ذلك، وتحدثت إليها وحاولت استخدام محرك البحث (غوغل) لترجمة بعض الكلمات العربية على هاتفها النقال"، مشيرة إلى أنها وضعت بعد أيام من خلال عملية قيصرية، لكن في ظل جو الخوف الذي خلقه الجهاديون فإنه لم يكن هناك وقت للراحة.
ويورد التقرير نقلا عن الطبيبات، قولهن إنهن عالجن الكثير من الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب، وكن من الإماء ومنهن أزيديات، وتقول خليل للصحيفة: "واحدة قالت إنه تم استغلالهن جنسيا، وكن في حالة من البكاء، وتوسلن لنا ولم يكن هناك ما يمكننا عمله، ولم يكن لدينا الكثير للمساعدة، وكنا خائفات أنهم (الإرهابيين ) يحاولون خداعنا، وأنهن يكذبن وكان هذا يعني ذبحنا".
وبحسب الكاتبة، فإنه في العيادات الخلفية قدمت المساعدة للكثير من الفتيات اللاتي اغتصبن وضربن وحملن نتيجة لذلك، حيث تم إسقاط الأجنة، وقالت إحداهن إن مقاتلا جاء مع زوجته وطلب إجراء عملية لإزالة المبايض لها، وعندما أجابت أنها لا تستطيع ذلك، واقترحت استخدام مانع الحمل، رد قائلا بأن ذلك "حرام".
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الحياة في ظل تنظيم داعش تركت الكثير من الخوف لدى السكان، والدمار على مباني المدينة، وقالت طبيبة إن "الكثير من الناس هربوا بعدما طرد الجهاديون من شرق الموصل، لكنني أتساءل: إلى أي مكان سيذهب مرضاي؟".