بالصور.. الوجه الآخر في حياة سامية جمال.. معلومات لا يعرفها أحد عن «فراشة السينما»

متابعة - العراق اليوم:

يحتفل محرك البحث «جوجل»، بعيد ميلاد الفنانة المصرية سامية جمال الـ93، التي يوافق ذكرى ميلادها اليوم الأحد 5 مارس، إذ ولدت الفنانة فى محافظة بني سويف في مثل هذا اليوم من عام 1924.

تعتبر «الفراشة» إحدى العلامات الفارقة فى مسيرة الرقص الشرقي وهى من أوائل الفنانات التي مزجت فى فنها بين التمثيل والرقص وكثيرا ما خلطت أدوارها التمثيلية بعروض راقصة وصنعت من عروضها الراقصة مشاهد تمثيلية فى مجالات التراجيديا والميلودراما.. في هذا السياق يرصد «الدستور» معلومات لا يعرفها أحد عن فراشة السينما المصرية سامية جمال، خاصة الجوانب الإنسانية في شخصيتها وعلاقتها بمن حولها.

وُلدت سامية جمال في بني سويف في 1924، ودخلت عالم الفن في 1940 وكانت بدايتها مع فرقة بديعة مصابني حيث عملت راقصة، وكانت تشارك في التابلوهات الجماعية الراقصة مع فتيات الفرقة خلف بديعة.

اختارتها بديعة لتؤدي رقصة منفردة في إحدى الحفلات، وقام مدرب الرقص في الفرقة بتلقينها بعض الحركات وألزمها بارتداء كعب عالي، وتحكي سامية أنها كانت خائفة للغاية فجاءت الرقصة سيئة، فأعادتها بديعة إلى مكانها الأول.

لم تستسلم سامية للفشل وألحت على بديعة لتمنحها فرصة أخرى للرقص أمام الجمهور ولكن بدون مدرب رقص فوافقت بديعة ونجحت سامية نجاحاً مذهلاً، ولو كانت فشلت لكنات طردتها بديعة من الكازينو كما اشترطت عليها.

مشوارها في الرقص الشرقي

كانت سامية جمال نجمة الرقص الشرقي الأولى في مصر وكانت تشكل مع تحية كاريوكا مدرستين مختلفتين في تعليم وأداء الرقص الشرقي، ورغم أن الاثنتين بدأتا في الفرقة نفسها فرقة «بديعة مصابني»، إلا أن كلا منهما كان لها أسلوب مميز ومختلف في الرقص.

اشتهرت سامية جمال بالمزج بين الرقص الشرقي والغربي، واعتمدت في آداء رقصاتها على الملابس المبهرة والموسيقى والديكورات.

أما تحية كاريوكا فكانت تفضل الطابع القديم التقليدي للرقص الشرقي بالرغم من أنها أضافت إليه الكثير من التطوير.

مما ساعد سامية جمال على البراعة في الرقص هو جمالها الأسمر الهادئ، وروحها المرحة، وأناقتها، وكانت تحرص على رشاقة جسدها حتى آخر حياتها مما تسبب لها في مشاكل صحية كثيرة كانت من أسباب وفاتها.

لم تكن تحب تناول الطعام واعتادت تناول إفطار خفيف ووجبة الغداء، وتكتفي بالزبادي في العشاء.

 اعتزلت سامية الرقص في أوائل السبعينات، ثم عادت مرة أخرى وكانت تقترب من سن الستين بعد أن اقنعها الفنان سمير صبري حيث عملت مع فرقة محمد أمين الموسيقية، الذي أهدى لها مقطوعات موسيقية من الحان فريد الأطرش لترقص على أنغامها.

اعتزلت ثانية بعد تكريمها في مهرجان تولوز بفرنسا لأنها أرادت بذكائها الفني أن تترك انطباعاً جميلاً لدى الناس عنها يناسب مشوارها الفني الكبير.

 ظلت سامية تحتفظ بملابس التمثيل التي أدت بها أدوارها في السينما وبدل الرقص الخاصة بها.

حياتها الخاصة

في بداية حياتها جمعتها قصة حب عنيفة بالفنان فريد الأطرش، ويذكر صديقها محمد أمين أنها أخبرته أنها تزوجت فريد زواجاً عرفياً، ثم تم الانفصال بينهما لأن فريد كان يصر على عدم إعلان زواجهما بشكل رسمي، وهو ما سبب ألماً كبيراً للنجمة الراحلة.

تزوجت سامية جمال بعد ذلك من متعهد حفلات أمريكي كان يعمل في باريس ويدعى شبرد كينج الذي أعلن اسلامه قبل أن يتزوجها وسمى نفسه عبد الله، ولم يدم هذا الزواج إلا فترة قصيرة جداً.

في آواخر الخمسينات تزوجت من رشدي أباظة، وقدمت معه بعض الأعمال السينمائية منها: الرجل الثاني، وبنت الحتة، والشيطان والخريف.

لم تكن علاقتها برشدي أباظة على وفاق، فقد كان شخصية صعبة ومتقلبة المزاج، وكان يدمن على شرب الكحول كثيراً، مما جعله في حالة عصبية دائمة، وقد تحملته كثيراً، بل إنها كانت بمثابة أم لابنته «قسمت» التي ربتها منذ أن كانت طفلة حيث أنها لم تنجب في حياتها أبداً وكانت كل مشاعر الأمومة لديها قد أهدتها لقسمت وأبناء أشقائها.

تغاضت كثيراً عن علاقاته النسائية المتكررة ونزواته، إلى أن وصل الخلاف بينهما إلى نقطة اللاعودة حيث أصرت على الطلاق فتم الانفصال.

لم تتزوج بعدها سامية جمال برغم العروض المغرية التي تلقتها من فنانين وأمراء من الخليج ورجال أعمال، من جهة بسبب تقدمها في السن ومن جهة أخرى لأنها كانت تعتبر أن الرجل الحقيقي الذي ملأ حياتها ولم يعوضها عنه أي رجل آخر هو فريد الأطرش.

حياة سامية جمال التي لا يعرفها أحد

بحسب ما قال صديقها محمد أمين عنها، كانت سامية جمال شخصية عاطفية جداً، تحب من حولها وتسعى لإسعادهم أياً كانت الظروف.

ساهمت في الإنفاق على أسرتها وأشقائها وأبنائهم وتعليمهم، كما كانت تهتم بفرقتها الموسيقية وتحرص على ألا تأخذ أجرها قبل أن يتقاضاه الموسيقيون الذين يعملون معها، وكانت لها علاقات اجتماعية متعددة وكثير من الأصدقاء الذين كانت تحرص على زيارتهم.

كانت سامية تحب التجول في شوارع الزمالك حيث كانت تستمتع بشراء حاجاتها وتمارس رياضة المشي كعادتها وكانت سعيدة عندما يتعرف الناس عليها.

كانت سامية جمال أيضاً، كما يحكي صديقها المقرب الموسيقي محمد أمين، عزيزة النفس بشكل كبير، فلم تقبل أبداً أن تتلقى أموالاً من أحد إلا نظير عملها.. وقد عرض عليها أحد أمراء الخليج أن يهدي لها جناح خاص في أحد فنادق القاهرة الكبيرة ولكنها رفضت، بل إنها اعتزلت الرقص في أوائل السبعينات ثم عادت له مرة أخرى عندما لم تجد دخلاً يؤمن حياتها، فاستمرت تعمل بالرقص حتى سن الستين حتى جمعت مبلغاً من المال يكفيها أن تعيش الباقي من حياتها "مستورة" كما تقول.

بالرغم من أنها تلقت العديد من العروض، إلا أنها كانت ترفضها، فقد امتنعت عن تلبية دعوة إحدى القنوات العربية بأن تقوم بالتعليق على أحد أفلامها وذكرياتها عنه لأنها لم تكن ترغب في الظهور على الشاشة لأي سبب من الأسباب خاصة خارج مصر ولكي يظل الجمهور يحتفظ بصورتها التي عرفها عنها.

كانت سامية جمال دائمة الدعاء لربها، وكل من حولها كان يعلم بأنها تكثر من دعاء "يا رب الستر"، على عكس ما كان يشاع عن فناني هذا الزمان أنهم لا تربطهم صلة بالله أو بالدين.

كانت سامية تحب الفقراء كثيراً وتعطف عليهم وتنفق على أولادهم، بل كانت دائمة العطاء بلا حدود مع كل من حولها، حتى عندما مرضت رفضت أن يدفع مصاريف علاجها أحد، لذلك توفيت وهي لا تملك شيئاً.

اللحظات الأخيرة في حياة الفراشة

لم تعاني سامية جمال من أي أمراض خطيرة حتى وفاتها، ونفى صديقها محمد أمين ما تردد عن إصابتها بالإكتئاب لأنها كانت شخصية اجتماعية وكانت أيامها مشحونة بالعلاقات وتبادل الزيارات مع الأصدقاء والأقارب فلم تعاني من الوحدة أبدًا.

كانت سامية جمال تعاني من الأنيميا لأنها لم تكن تحب الطعام لتحرص على رشاقتها، وهو ما أدى لدخولها للمستشفى قبل أربعة أشهر من وفاتها حيث كانت تعاني من هبوط حاد في نسبة الهيموجلوبين في الدم، مما استدعى عملية نقل دم، ونصحها الأطباء بتناول الفيتامينات والاهتمام بالتغذية.

قررت سامية جمال الخروج من المستشفى بعد 3 أيام، وعندما اتصل بها صديقها محمد أمين قالت له: "أكره البقاء في المستشفيات"، ثم قضت 6 أيام في شقتها بالزمالك ثم تم نقلها إلى المستشفى في حالة خطيرة حيث شعرت بآلام في المعدة كانت بسبب إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء أدى إلى حدوث غرغرينا، وتطلب الأمر إجراء عملية استئصال للأمعاء، ولكن سامية لم تتحسن حالتها وبدأت تفقد الوعي تدريجياً حتى توفيت.

ومن أغرب المشاهد التي يرويها محمد أمين أن سامية طلبت منه شراء مدفن لها، ورغم استغراب أمين من ذلك بأنه من قبيل التشاؤم، ولكنها أصرت، فتم شراء مدفن في أول طريق السويس وكانت تزوره من وقت لآخر حتى ذهبت ذات مرة فوجدت اللوحة الرخام على القبر مكتوب عليها الفنانة سامية جمال فاعترضت بشدة وطلبت تغييرها وقالت: "الموت مافيهوش فنانة ولا غيره".

علق هنا