بغداد- العراق اليوم: بادئ ذي بدء، نقول اننا بالضد من إقامة الحفلات الصاخبة والتي تنتشر فيها مظاهر غير تربوية، بل ونرى ان الدفع بالاجيال الناشئة الى اتباع ثقافة استهلاكية، وتركهم في عوالم الصخب سيكون له اثر فظيع في المستقبل القريب، لذا لا زلنا نأمل ولربما نعمل على ان نعاضد ونساند التوجهات بتحويل المدرسة الى مؤسسة قيمية، تنمي بالإضافة الى القدرات الفكرية والذهنية لدى التلميذ، تنمي المنظومة الأخلاقية، وتعزز الشعور لدى هذا النشء الجديد بقيم المواطنة الصالحة، وتغرس فيه فضائل الخير والجمال والمحبة والسلام والإبداع والابتكار والتجديد أيضاً. لكننا نود ان نناقش قرار وزارة التربية الاخير القاضي بمنع إقامة وتنظيم حفلات التخرج في المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، والذي عللته الوزارة بأنه لمنع احراج اولياء الامور من ذوي الدخل المحدود من خلال قيام بعض إدارات المدارس باجبار الطلبة على دفع مبالغ مالية لاقامة هذه الحفلات في قاعات خارجية. طبعاً نحن معها في منع مثل هذه التصرفات، لكننا نود القول ان التربية بإمكانها ان تسمح لإدارات المدارس الحكومية بأن تنظم مثل هذه الاحتفالات داخلياً من خلال تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية واجتماعية للطلبة المتخرجين، وبالامكانات المادية المتاحة لهذه الادارات، وان تقوم بتنظيم هذه المناسبات للتشجيع على التفوق الدراسي والثناء على المتميزين في مسيرتهم العلمية، وهذا الامر مستحسن، بل ويعزز من دور هذه الإدارات التعليمية في المجتمع، ويوشج العلاقات مع الأسر وكذلك يعطي انطباع نفسي ايجابي لدى التلاميذ والطلبة المتخرجين، ليفتحوا صفحة أخرى من صفحات مسيرتهم نحو العلا والمجد والتقدم والازدهار. إن قرار وزارة التربية بمنع حفلات التخرج، وللسبب الذي ذكرته في نص الأمر الوزاري، غير مقتع بالمرة، لذا على الوزارة أن تتراجع عن قرارها هذا، أو أن تكشف السبب الحقيقي، لأن الجميع بات يدرك لماذا تمنع وزارة التربية اقامة حفلات التخرج، والاحتفالات الأخرى !
*
اضافة التعليق