بغداد- العراق اليوم:
سيعرض المتحف العراقي 40 قطعة أثرية في بينالي البندقية هذا العام بينها قطع أُعيدت الى العراق مؤخرا بعد سرقتها في عام 2003. وستكون هذه اول مرة يُسمح فيها بخروج جميع هذه القطع من العراق بصورة قانونية. ويضم المعرض اواني فخارية وأدوات طبية وآلات موسيقية وتماثيل صغيرة لآلهة وحيوانات يعود بعضها الى عام 6100 قبل الميلاد. وأُعيد فتح المتحف العراقي في عام 2015 بعد بقائه مغلقاً 12 سنة شهدت جهودا دولية منسقة لإعادة القطع الأثرية التي سُرقت أو هُرّبت خلال الاحتلال الاميركي للعراق. وسيكون المعرض الذي يستضيفه الجناح العراقي في بينالي البندقية 2017 رداً مباشراً على "الابادة الثقافية" التي يرتكبها تنظيم الدولية الاسلامية "داعش" في العراق وسوريا ، كما اشارت المؤرخة تمارة الجلبي رئيسة مجلس ادارة مؤسسة رؤية للثقافة العراقية المعاصرة التي كُلفت بتنظيم المعرض. ونقلت صحيفة الغارديان عن الجلبي قولها "ان من المهم الآن أكثر من أي وقت ان يرى الناس خارج العراق هذه القطع الأثرية وان يفهموا أهميتها الثقافية في وقت تتعرض الى الإبادة في تدمر في سوريا ونمرود في الموصل". واكدت الجلبي ان هذه القطع ذات طابع عالمي يتجاوز الجغرافية وان عرضها سيكون رسالة مهمة تُوجَّه في هذا الوقت من مكان مثل البندقية مشيرة الى ان المعرض يدحض الرأي القائل بأنه "لم يعد هناك فن في العراق أو شيء يستحق انقاذه". وأكدت الجلبي ان اقناع السلطات العراقية بالموافقة على خروج القطع من العراق كان صعباً بسبب موقفها المنغلق نتيجة ما حدث من اعمال نهاب والرغبة في حماية ما تبقى. وقالت الجلبي ان فكرة الإعارة أو اقامة معارض في الخارج غائبة رغم وجود آثار في العراق من أهم الآثار في العالم والمفارقة انه كان من المستحيل تقريباً حتى الآن ان تخرج هذه الآثار إلا إذا كانت منهوبة أو مسروقة. وحرصت الجلبي على ان يضم المعرض عدداً من الخمسة عشر الف قطعة اثرية التي سرقت من المتحف العراقي خلال سقوط صدام حسين. وأُعيد نحو ثلثها لاحقاً.
ومن بين القطع الأثرية التي أُعيدت للعراق وستُعرض في بينالي البندقية ثقل يُستخدم في الموازين على شكل حمامة وتمثال من الفخار لإلهة من آلهات الخصوبة. وأُعيدت القطعتان الى العراق من هولندا عام 2010. كما يضم المعرض عقداً لتبني طفل ونصاً مدرسياً فخارياً من الفترة البابلية. الى جانب القطع الأثرية سيضم المعرض اعمالا جديدة لثمانية فنانين عراقيين. وقالت الجلبي ان الجناح العراقي يقدم فرصة نادرة لجمع ثقافة العراق القديمة وثقافته المعاصرة.