مراقبون: الاقتتال على اسوار الخضراء قد يقع ان لم يسمع اطراف الأزمة نداء العقلاء

بغداد- العراق اليوم:

دخل العراق أسبوعه الثالث من التحركات والاعتصامات في الشارع، في ظل أزمة سياسية متفاقمة، وانقسام حاد بين القوى السياسية الشيعية في البلاد بشأن مصير البرلمان والحكومة وإعادة إجراء الانتخابات النيابية.

وشهد العراق الجمعة الماضي، يوما طويلا من التظاهرات في المنطقة الخضراء ومحيطها، حيث عاشت العاصمة بغداد ومحافظات أخرى صلاة موحدة لأنصار التيار الصدري، قابلتها تظاهرات للإطار التنسيقي الذي حمل مناصروه أعلاما عراقية وشعارات الحشد الشعبي.

انقسام سياسي

نُصبت الخيام على أسوار المنطقة الخضراء في بغداد، بعد دعوة الإطار التنسيقي لاعتصام مفتوح. وعلى الجهة الأخرى، يستمر التيار الصدري في اعتصامه في البرلمان والمنطقة الخضراء.

هذا الاحتشاد للإطار، دعمه تصريح رئيس "ائتلاف دولة القانون" بالعراق نوري المالكي، الذي دعا إلى الحوار لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة.

وقال المالكي الذي يعد من أبرز قياديي "الإطار التنسيقي"، في بيان أصدره مكتبه، إن "الجماهير العراقية بمشاركتها في التظاهرات كلها تفاعلت مع الدفاع عن شرعية الدولة، وحماية المؤسسات الدستورية التشريعية والقضائية".

في المقابل، حذر خطيب وإمام جمعة المعتصمين في المنطقة الخضراء مهند الموسوي، المناوئين لـ"التيار الصدري" من محاولة الاستمرار في تقاسم السلطة في العراق، وذلك في ظل اتخاذ أنصار التيارات السياسية الشارع ساحة لتصفية الخلافات حول تشكيل الحكومة.

كما دعا مقتدى الصدر أتباع "الإطار التنسيقي" إلى "دعم اعتصام وتظاهرة التيار الداعية لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة ومكافحة الفساد".

ولا تبدو مخارج الأزمة واضحة، في ظل تشبث الجميع بموقفه. ففيما يحشد التيار الصدري أنصاره ونوابه لتقديم دعاوى قضائية لحل البرلمان، يتمسك الإطار بنتائج الانتخابات الأخيرة.

استخدام ورقة الشارع

في هذا السياق، يعتبر رئيس مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية محمد العكيلي أن "الأزمة اليوم تكمن في لجوء القوى السياسية المتصارعة على السلطة إلى استخدام ورقة الشارع".

ويرى العكيلي،  أن "المراهنة على الشارع ستؤزم المشهد المعقد أصلا، والذي تفرعت منه أزمات اجتماعية واقتصادية".

ويلفت العكيلي إلى أن "الخشية اليوم تكمن في اشتعال الفتنة، أي أن يتواجه الفريقان في الشارع، ونصل إلى اقتتال داخلي".

ويشير إلى أن "العراق اليوم بات غير مستقر، وهذا الوضع يبقيه مفتوحا على الخيارات الأصعب والأسوأ. لذا يجب على الجميع اللجوء إلى الحوار".

تحذير من الاقتتال الداخلي

من جهته، يرى أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت العراقية غالب الدعمي أن "الإطار التنسيقي أدار الحياة السياسية في البلاد منذ عام 2015، لكنه لم يخلق سيادة للعراق".

ويتساءل الدعمي، : "هل من المعقول أن يعيش العراق اليوم هذه الأوضاع المعيشية في ظل غياب الخدمات، دون أن يتحرك الشعب".

ويقول: "التظاهرات التي يقوم بها أنصار التيار الصدري اليوم محقة لأنها نابعة من مطالب معيشية وخدماتية".

ويحذّر الدعمي من أن "الصدام في الشارع قد يكون حتميا، رغم تأكيد الطرفين على رفض ذلك، لكن المشكلة في أن الرصاصة الأولى سهلة، بينما الرصاصة الأخيرة التي تنهي الاقتتال غير مضمونة".

تحديات وجودية

بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن "الأزمة في العراق تمتد جذورها إلى أكثر من عقد ونصف".

ويشير الفيلي،  إلى أن "الإطار التنسيقي يضم شخصيات تتميز بالاعتدال، والتعويل عليها اليوم لتحاشي الذهاب إلى الاقتتال وإيجاد مخارج للأزمة".

ويقول: "سبب المشكلة أن الطبقة السياسية تفتقر إلى تجربة الحكم، وكل الأطراف تتعاطى وفق مبدأ التحديات الوجودية".

ويضيف: "كان من الممكن عدم الوصول إلى الوضع الحالي لو أن الجميع لجأ إلى الحوار في بداية الأزمة".

علق هنا