موقف الصدر من ترشيح (السوداني) .. أول الغيث قطرة ثم ينهمر.. تغريدة ساخرة في البداية ثم تنديد واحتجاج محدود، ثم تأتي عواصف الإعتراض الصدري

بغداد- العراق اليوم:

حتى وان تراجع المدعو صالح محمد العراقي، المدون الشهير، الذي يوصف بأنه مقرب من الصدر، عن صورة ساخرة لشخص سوداني مع تعليق انه يصافح نفسه، وقام باستبدالها بدلاً من العشيرة بأسم محمد شياع، تحت ضغط عشيرة السودان القاطنة في محافظة ميسان، فأن مهمة محمد شياع السوداني تبدو صعبة، ان لم تكن مستحيلة، في ظل ڤيتو واضح من الصدر، قد يدفعه للخروج من لغة الاريحية السياسية، والسخرية الخاضعة لمنطق الفعل وردة الفعل، والذهاب بإتجاه خيارات تصعيدية، وقد لمسنا أولها في الاحتجاجات الشعبية المحدودة والرافضة أمام بيت السوداني، ثم قرار سحب ماتبقى من مناصب تنفيذية وازنة، تقول مصادر صحافية ان " موالين للصدر يتحكمون بما مقداره ثلث موازنة الدولة من خلال المواقع التي يشغلونها منذ اعوام".

فهذا الانسحاب لا يتمناه  الأطار التنسيقي ولا محمد شياع السوداني خصوصاً، حيث سيعقد المهمة عليه، وسيضع الرجل في دائرة القلق والترقب مما سيذهب اليه الصدر بعد ان " خرج من القافلة بدون شيء".

إن هذا الخروج الدراماتيكي الذي حدث، مؤشر خطير، ينبغي عدم تجاوزه او القفز عليه، خصوصاً مع تنامي الحديث عن تحاصص واضح لمواقع كابينة السوداني المرتقبة.

الآن، يقف ابن ميسان، في مواجهة مفتوحة، وقد لا تبدو صفقة ٢٠١١ متاحة له، حين فتح له الصدر آنذاك ابواب بغداد، بعد صفقة تبادل شهيرة جرت وقتها، قضت بتوزير السوداني في حكومة المالكي الثانية مقابل تنازله لعلي دواي عن منصب محافظ ميسان.

فأذا كان الصدر اسهم بشكل او بأخر في ان يصل السوداني الى موقعه الوزاري أول الأمر ، فسيكون الصدر نفسه وليس غيره من يحرمه هذه المرة من منصب رئيس الوزراء.

أظن أن الجميع يعلم أن السوداني هو مرشح المالكي دون شك، وحتماً أن الصدر يعلم ذلك قبل غيره، فهل سيسمح لخصم لدود بالهيمنة على الجمل بكل ما حمل، وهو الذي معه الشارع الاحتجاجي، وربع مقاعد البرلمان قبل أن يغادره؟

علق هنا