بغداد- العراق اليوم: في شدة حر تموز اللاهب، وفيما يتلوى العراقيون تحت سياط شمس صيف لا ترحم، فأن الأيادي الإعلامية العربية، وخصوصاً في قناة " العربية" السعودية وأخواتها ومن هن على شاكلتها، لا يتوانون عن سكب المزيد من البنزين على نار الفتنة السياسية التي تطل برأسها بين الفينة والأخرى، مهددةً باحراق اخضر العراق ويابسه. جالونات البنزين الإعلامية التي تسكب من على الشاشات العربية، وخصوصاً الاعلام الممول من البترودولار، تريد ان ترى العراق الساخن ذاتياً، وقد تحول الى بركان يقذف الحمم، وجهنم لا يسمع فيه سوى ازيز الرصاص، وصورة لا تلتقط العين منها سوى ملامح الاشلاء الممزقة، لعراقيين قتل بعضهم البعض الآخر. هذا هو الهدف من كل هذا الزخم الاعلامي، والنفخ في بوق الفتنة الداخلية، ولذلك فأن العربية ( القناة) سخرت على ما يبدو دسك اخبار متكامل لتغطية موضوع التسريبات الصوتية المنسوبة للمالكي، ونراها تعزف على الوتر النشاز هذا، وهي تولول، وتصوغ الحكايا، وتؤلف نوتات الانتقام، وتكتب قصائد الإبادة، وتصنع سيناريوهات الرعب الداخلي. ترى لماذا هذا التحرك الواسع والزخم الشاسع؟، انه ليس الاٌ جزءً من معركة طويلة وطاحنة تخوضها هذه القناة التي تعبر بشكل او بآخر عن سياسات الممول الرئيسي، ضد تجربة عراق ما بعد صدام حسين، وجزء من ماكينة ضخمة لزعزعة امن واستقرار العراق، ودفعه نحو هاوية سحيقة. حذارِ من الانسياق خلف هذه الماكينة الخبيثة، وحذارِ من الالتصاق بمثل هذه الفضائيات التي تفتقد الى ابسط مقومات المهنة الإعلامية، وشرف المهنة الصحافية، وحذارِ من ان نمنح هذه القنوات الحاقدة مرادها، ونجعلها تحقق هدفها في جرنا جميعاً الى فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر . فهل من مستمتع أيها العراقيون الطيبون؟
*
اضافة التعليق