تداعيات القصف التركي العراق أولا

بغداد- العراق اليوم:

هادي جلو مرعي

 يصيبنا الحزن والصدمة حين نستشعر حجم المعاناة المترتبة على أوضاع مضطربة تحيط ببلدنا، وتضعف هيبته، وتحيله الى المزيد من التعقيدات والتحديات التي لا قبل لنا بها، ولانمتلك الكثير من الأدوات التي تكفي لوضع العراق في موضعه الملائم. فنحن لانريد خسارة الجيران، ولانستطيع تحمل تكاليف مواجهة غير محسوبة العواقب، ونحن نعاني من أوضاع أمنية وسياسية وإقتصادية يبدو العراق بسببها الطرف الأضعف، غير القادر على الموازنة بين مصلحته، وماتتطلبه من إجراءات، وبين مايستطيع تحقيقه خاصة حين يكون الطرف الآخر يملك القوة والنفوذ والقدرة الهائلة التي لانملك رصيدا كافيا منها.

 الوجود المسلح لقوى معارضة موصوفة بتوصيفات مختلفة تشعر دول الجوار أنها مهددة منها يلقي بالمسؤولية على الحكومة العراقية كطرف في المعادلة الأقليمية، وقد علمتنا تجربة الخمسين عاما الماضية من الإضطرابات إن هناك خسارات ومسؤوليات وضرورات ولابد من تلبية مخاوف دول الجوار دون أن نتحول الى شرطي مهمته الدفاع عن مصالح الآخرين وعدم الألتفات الى مصالحه الخاصة التي تتطلب الحرص والمسؤولية وحين نتجاوز حالة الإنفعال ينبغي النظر الى الأمر بعيون ثاقبة، وبتركيز فالإنفعال الذي لدينا والهيجان الذي يعترينا لاينبغي أن يتحول الى وسيلة لتأجيج المشاكل، وتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة، ولا أن يتصرف السياسي والمسؤول بمقتضاه، بل أن يتصرف بحكمة وروية، ويناقش وجوه الأزمة الى المستوى الذي يطمئن معه المواطن الى عدم تغييب حقوقه وأن هناك دولة ومؤسسات فاعلة تضع في الحسبان المصالح الوطنية العليا.

لابد من تشكيل لجنة متخصصة، وذات علمية من خبراء يملكون من المعرفة والدراية السياسية للتباحث مع الجانب التركي في تداعيات القصف الأخير  وكيف يمكن أن يتم معالجة الإشكالات على الحدود، ومحاولة تجنب الحوادث التي تثير غضب دول الجوار، على أن تلتزم تلك الدول بمراعاة حقوق العراق وسيادته على أراضيه، وتجنب أي فعل يوتر العلاقات، وينعكس على واقع معيشة السكان المدنيين والمزارعين والقاطنين في مناطق التوتر، والبحث في الآليات الممكنة لتأمين علاقات مع دول الجوار تحفظ للعراق حقوقه، وتحمي شعبه، وتدفع عنه المشاكل خاصة مع إستمرار أسباب التوتر والإحتقان الذي سيدفع بالمنطقة الى المزيد من المشاكل، والتي يجب تلافيها بالطرق الدبلوماسية والمكاشفة الصريحة.

علق هنا