بغداد- العراق اليوم:
بقلم أياد السماوي
لا سبيل ولا مخرج ولا نجاة من الانفجار العظيم غير سبيل تشكيل وبأسرع ما يمكن حكومة تنبثق من الشعب وتكون إلى الشعب , وربّ سائل يسأل وكيف تكون هذه الحكومة المقترحة من الشعب ؟ أليست الكتلة النيابية الأكثر عددا في مجلس النواب القادم بتشكيلته الجديدة هي من سيرّشح رئيس مجلس الوزراء القادم ؟ والجواب على هذا السؤال نعم وبكلّ تأكيد أنّ من يرّشح رئيس مجلس الوزراء القادم هي الكتلة الأكثر عددا , ولكن حين تتجاوز الكتلة الأكبر معايير الاختيار المعمول بها سابقا , وتختار رئيسا للوزراء من غير الرؤساء السابقين الذين توّلوا المنصب ومن غير حملة الجنسية المزدوجة ومن أبناء الداخل العراقي الذين يتّسمون بالنزاهة والخبرة والكفاءة , ففي هذه الحالة يكون الرئيس من الشعب .. وحين يختار هذا الرئيس أعضاء حكومته من الشخصيات والوجوه الوطنية والمخلصة وغير المتوّرطة بفساد أو تنتمي لجهات توّرطت بالفساد وسرقة المال العام , فمثل هذه الحكومة تكون من الشعب وإلى الشعب ..
فبلدنا اليوم بأمس الحاجة لحكومة خدمية يكون هدفها الأول والأخير هو خدمة هذا الشعب من خلال تحسين مستواه المعاشي وتقديم أفضل الخدمات له وتحقيق الأمن والاستقرار , ومحاربة الفساد وتجفيف منابعه بشكل حقيقي وليس كما فعلت كلّ الحكومات السابقة الفاسدة , وبناء القاعدة المادية للبناء التحتي , والانتقال باقتصاد البلد من اقتصاد وحيد الجانب إلى اقتصاد تساهم فيه القطاعات الاقتصادية الأخرى كالصناعة والزراعية والسياحية في الناتج القومي وبنسب متصاعدة تنقل الاقتصاد العراقي من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المتنوع , وتقلل الاعتماد على موارد النفط التي تشّكل أكثر من تسعين بالمئة من الدخل القومي .. والحكومة التي ستنهض بهذه الأعباء لا شّك أنّها حكومة ستنال رضا الشعب والتفافه حولها ومساندتها ودعمها , ولعلّ هذا الطريق هو الطريق الوحيد لامتصاص غضب ونقمة الشارع العراقي التي تتصاعد مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي .. وقد آن الأوان للالتفات للشعب وتحقيق مطالبه العادلة في الحياة الحرّة الكريمة وتحقيق الرفاه الاقتصادي , وإذا ما أحسنا اختيار رئيس مجلس الوزراء القادم , عندئذ سينزل البلاء وتحلّ علينا لعنة الفوضى .. نسأل الله تعالى أن يجنّب بلدنا وشعبنا كلّ سوء , ويأخذ بيد عقلاءنا لما فيه خير هذا البلد والشعب ..
*
اضافة التعليق