تقرير بريطاني : سبب أخر غير الحرب سيقضي على داعش قريباً

بغداد- العراق اليوم:

 

سيطر تنظيم داعش في 2014 على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، وفي وقت لاحق تمدد إلى ليبيا، لكنه تعرض خلال السنتين الأخيرتين لهزائم كبرى كانت لها تداعيات مالية على “أغنى منظمة إرهابية في العالم”، ترى صحيفة دير شبيغل الألمانية أنها تنبئ بانهيار قريب لـ”دولة الخلافة”.

وأعلنت ثلاث مجموعات مقاتلة مدعومة من تركيا الخميس سيطرتها الكاملة على مدينة الباب، آخر معقل كبير لتنظيم داعش في محافظة حلب بشمال سوريا، بعد أسابيع من المعارك.

ويتعرض التنظيم حاليا لهجومين؛ أحدهما على الموصل في العراق، أبرز معاقله المتبقية في العراق، والثاني على الرقة، أبرز معاقله في سوريا، تشنهما قوات مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويلقي هذا التقدم الميداني في الحرب ضد تنظيم داعش بظلال قاتلة لـ”دولة الخلافة”، وفق المحلل في صحيفة دير شبيغل كريستوف رويتر، الذي يرى أن قطع الروافد المالية أمر سيؤدي إلى هزيمة تنظيم داعش.

بنى كريستوف رويتر تحليله انطلاقا من دراسة قام بها باحثون في كلية كينغ كوليدج البريطانية بالتعاون مع شركة “أي” المتخصصة في مجال المراجعة والتدقيق، لرصد الأوضاع المالية الراهنة لداعش ودراسة الطرق التي مول بها داعش نفسه بما جعله أقوى وأغنى تنظيم، رغم قصر عمره، مقارنة بتنظيمات أخرى، وعلى رأسها تنظيم القاعدة.

وعلى عكس ما كان يروج، توصلت الدراسة إلى أن عمليات الاختطاف للحصول على فدية وتهريب الآثار ليست روافد مالية رئيسية للتنظيم، بل إن معظم أمواله تأتي من الضرائب والرسوم التي يفرضها على المناطق التي يسيطر عليها.

وتأتي عائدات النفط في المرتبة الثانية، تليها عمليات النهب والمصادرة والغرامات. وبالتالي كلما تقلصت المساحة التي يسيطر عليها تراجعت عائداته المالية.

 

وحذّرت الدراسة، التي حملت عنوان «الخلافة في تراجع»، من استخدام الأساليب التقليدية لتحليل الأوضاع المالية للتنظيم، فيما يرى كريستوف رويتر أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى استنتاجات خطيرة وربما خاطئة، لأن التنظيم يختلف بشكل جذري عن بقية التنظيمات.

ولأن تنظيم داعش أقل الجماعات الارهابية  اعتمادا على المانحين الأجانب ومصادر الدخل التقليدية، فإن الجهود التقليدية التي تهدف إلى وضع حد لتمويل الإرهاب لن تنجح.

ونقل رويتر عن بيتر نيومان، الخبير المتخصص في شؤون الإرهاب، وأحد الخبراء الذين أعدوا الدراسة، أن «الوثائق مثلت مصدرا آخر مهما لدخل التنظيم، (إضافة إلى) مصادرة الممتلكات وإعادة بيع الأراضي والمنازل والسيارات، وأيضا المجوهرات».

وانهار هذا النموذج المالي عندما توقف تنظيم داعش عن التوسع ولم تعد استراتيجيته الرامية إلى زيادة الأراضي الخاضعة لسيطرته تؤتي ثمارها. وهذا هو الحال في الوقت الراهن، حيث بدا التنظيم يفقد الأراضي وآبار النفط التي كانت تشكل مصدر قوته.

بين صيف 2014 ونوفمبر عام 2016، انخفضت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق بنسبة 62 بالمئة، في حين انخفضت هذه النسبة في سوريا بنسبة 30 بالمئة. وانخفضت إلى النصف الميزانية الإجمالية للتنظيم تقريبا في غضون سنتين.

بلغ حجم هذا الانخفاض بين 970 مليون دولار و1.89 مليار دولار في عام 2014 إلى ما بين 520 مليون دولار و870 مليون دولار في 2016.

وتوقعت دير شبيغل أن يستمر هذا الانخفاض في الإيرادات، حيث سيفقد التنظيم قريبا سيطرته على مدينة الموصل في شمال العراق، أكبر المعاقل التي سيطر عليها.

لكن عندما يتعلق الأمر بالتهديد الذي يشكله تنظيم داعش بالنسبة للأوروبيين، فمن غير المرجح أن يكون لأوضاع التنظيم المالية المضطربة تأثير كبير، حيث ستكون الحرب ضد الذئاب المنفردة والخلايا النائمة.

علق هنا