بغداد- العراق اليوم: قبل اكثر من نصف قرن من الزمن، اضطر الملاٌ عبود الكرخي الى ان يكتب واحدة من المع قصائد السخرية السياسية، وان يؤرخ لفتنازيا ذلك العهد، حين وجد ان البرلمان - مال ذاك الوگت- عبارة عن مغارة يتواجد فيها كل ما لا يخطر على بال، وبرلمان لا يصله الا من تورط بملف فساد او حامت حوله شبهة، وهكذا يصف لنا حال تلك الفترة، داعيا وقتذاك لتقييم الرگاع من ديرة عفچ!! يقول الكرخي واصفاً حال ذلك البرلمان: برلمان اهل المحابس والمدس عگب ماچانوا يدورون الفلس هسه هم يرتشي وهم يختلس ولو نقص من راتبه سنت انعقچ قيم الرگاع من ديرة عفچ فأين سيذهب بالرگاع حين سيعلم ان برلمان زماننا هذا، سيضم بين جنباته، شخصيات مثل ابو مازن الذي يتهمه غريمه مشعان الجبوري بأنه (حرامي هوش سابق)، ونهب الميزانية المخصصة لصلاح الدين مرات ومرات، وانه فاسد للنخاع، بل والانكى من ذلك، ان الرجل أدين فعلاً على قضايا نزاهة، وحكم مرات متعددة، ولكنه يخرج من السجن بعفو مرة، وبعلاقاته المتشعبة مرات اخرى، فيما يتم ترشيحه لعضوية لجنة النزاهة النيابية، وهنا يصبح المثل العراقي ( حاميها حراميها) هو الأنسب لوصف ما يحدث. الادهى والأمر والاكثر سخرية ان مشعان الجبوري المرتشي الذي اعترف علانية وعلى رؤوس الأشهاد بالفساد وتلقي الرشى، والرجل الذي لا يختلف إثنان حول فساده الكارثي، نال أيضاً عضوية لجنة المالية النيابية، وكأن قدر العراق ان يتسلط عليه هولاء، وإن الدنيا ما عاد فيها غير ابو مازن، وأبو يزن، حتى يوضعان في اهم المواقع، وأكثر اللجان النيابية التي تحتاج الى اصحاب سيرة نظيفة وتاريخ غير ملوث.
*
اضافة التعليق