بغداد- العراق اليوم: قدرت مصادر غير رسمية، أعداد المشاركين هذا العام في زيارة الخامس والعشرين من رجب، ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، بأكثر من مليوني شخص، فيما رصدت الجهات المختصة توافد الزائرين من مختلف المدن والقصبات العراقية، وهو امر لا يمكن ان يجري تنظيمه بسهولة ويسر مع لحاظ كم الاستعدادات التي تجريها المملكة العربية السعودية لاستقبال نفس هذا العدد في موسم الحج سنوياً، وقياس مدى الفارق بين الحالتين، حيث ان بغداد لا تزال تعاني من مشاكل بنيوية عميقة، ابرزها العجز المزمن في تطويرها حضرياً بما ينسجم مع زيادة عدد السكان، والتوسع الأفقي فيها، وايضاً غياب خطط التنمية المستدامة لها خلال عقود خلت. هذا الأمر، يضاف له وضع أمني صعب، وتضاف له تحديات واستحقاقات اخرى، كان يشكل عبئاً واقعياً على الحكومة العراقية التي ما فتئ رئيسها مصطفى الكاظمي يعمل على حلحلة العقد، واعادة وضع المدينة على سكة الحلول القصيرة والمتوسطة والطويلة الأمد. اليوم، سجلت الحكومة نجاحاً مضافاً في تحقيق اعلى نسبة تأمين محكمة تنفذ منذ بدء احياء هذه الزيارة المليونية، فضلاً عن انسيابية الحركة، وايضاً سلاسة الإجراءات المتبعة، وايضاً نجاح الشركات الوطنية العاملة في توفير ما تحتاجه مناسبة كهذه. فقد نجحت على سبيل المثال لا الحصر، شركة توزيع المنتجات النفطية، بتأمين كمية هائلة جدا من المحروقات، لاسيما مادتي البنزين المستخدمة للنقل، ومادة النفط الابيض الداخلة في التدفئة والطبخ وغيرها من الاستخدامات، اذ وفرت هذه الشركة اكثر من ٦٧ مليون لتر من هذه المواد، فضلاً عن استنفار اساطيل النقل الحكومي والخاص لتسهيل تفويج جموع الزائرين، وتخفيف معاناتهم للحد الأقصى. ان هذا المجهود الرائع، علامة ونقطة تحول مهمة في اداء مؤسسات الدولة، يجب البناء عليها، ومراكمة الخبرات، والاستفادة من هذا العطاء في سبيل خلق فضاءات ومناخات للنجاح، لا ترتبط بمناسبة واحدة فحسب، بل ان تتحول لمنهج عمل مستمر، شعاره الخدمة للجميع، والازدهار للوطن بكل تفاصيله.
*
اضافة التعليق