العبادي يترأس وفد العراق إلى مؤتمر «ميونيخ 2017»

بغداد- العراق اليوم:

يغادر رئيس الوزراء حيدر العبادي على رأس وفد عراقي رفيع للمشاركة في أعمال الدورة الـ 53 لمؤتمر ميونيخ السنوي للأمن والسياسة الذي سينطلق يوم غد الجمعة ويستمر يومين للمدة من

17 - 19 شباط الجاري بمشاركة اكثر من 500 شخصية سياسية رفيعة من كل أنحاء العالم لبحث مكافحة "داعش" الارهابي وقضايا السياسة والامن والاعمار.ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء كلمة في المؤتمر يشرح فيها المنجز العراقي في مكافحة الإرهاب وحشد الدعم الدولي لمساندة العراق عسكرياً واقتصادياً وإنسانياً.

وأكد سياسيون أن "ملفي اﻻرهاب واعمار المناطق المحررة" ابرز ما سيعرضه العبادي في مؤتمر ميونيخ، داعين دول العالم الى اﻻيفاء بالتزاماتها تجاه العراق الذي قارع اﻻرهاب لسنوات.

وقال الناطق الحكومي د. سعد الحديثي في تصريح لـ"الصباح": انه "من المقرر ان يتوجه رئيس الوزراء حيدر العبادي على رأس وفد وزاري رفيع  يوم غد الجمعة الى المانيا لحضور اجتماعات مؤتمر ميونيخ السنوي للامن والسياسية العالمي الذي ستنطلق اعماله للفترة من 17-19 شباط الجاري تلبية لدعوة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل".

وأشار الحديثي إلى أن "رئيس الوزراء سيلتقي على هامش المؤتمر ورؤساء  ومسؤولي عدد من الدول المشاركة، ومن بينها لقاؤه نائب الرئيس الاميركي مايك بنس والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل لمناقشة قضايا الامن والسياسة العالمية الى جانب عدد من الزعماء والقيادات في المجتمع الدولي".  

وأوضح الحديثي، أن الوفد الذي سيرأسه العبادي إلى مؤتمر ميونيخ يضم وزراء التخطيط، الدفاع، والامن الوطني وعددا من المسؤولين الكبار، فيما سيلقي رئيس الوزراء كلمة خلال المؤتمر يقدم خلالها شرحا مفصلا عن موقف الحكومة العراقية واجراءاتها في محاربة "داعش" الارهابي والانتصارات التي حققتها القوات العراقية مؤخرا في الموصل، اضافة الى توضيح موقف العراق بشأن طبيعة واهمية التنسيق الذي يجب ان يتصاعد مع المجتمع الدولي  في مجالات الدعم والاسناد في حربه التي يقودها نيابة عن العالم، كما سيقدم رئيس الوزراء  شرحا بشأن الخطوات الحكومية لتحقيق وحدة الصف الوطني وحل المشكلات السياسية ومواجهة الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد واجراءات الاصلاح التي تقوم بها الحكومة بهذا الاطار، اضافة الى اشكال الدعم المقدم من المجتمع الدولي للعراق على المستوى العسكري والاقتصادي والانساني واعادة اعمار المناطق المحررة".



لقاء الزعماء

وكان رئيس الوزراء قد اكد خلال  المؤتمر الصحفي الاسبوعي أمس الأول الثلاثاء "مشاركة العراق في مؤتمر ميونيخ للامن والسياسة العالمي للتباحث بشأن تقديم الدعم للعراق"، مشيرا الى "عزمه عقد عدة لقاءات مع قادة الدول والزعماء ومنها نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بنس والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورؤساء عدد من البلدان التي تقدم دعمها للعراق في حربه ضد الارهاب".

من جهته قال رئيس ديوان إقليم كردستان العراق فؤاد حسين: ان "رئيس الوزراء سيلتقي رئيس الاقليم مسعود بارزاني على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن 2017 الذي سينطلق في المانيا الجمعة".



آراء نيابية

وبشأن مشاركة رئيس الوزراء في مؤتمر ميونيخ، يرى عضو مجلس النواب حبيب الطرفي أن "من بين أبرز الملفات التي سيتم طرحها هو ملف اﻻرهاب وتجفيف منابعه وملف دعم الدول للعراق، فضلا عن الملفات اﻻقتصادية واﻻعمار التي دمرها "داعش" الإرهابي".

وقال الطرفي لـ "الصباح": إن "العبادي بوجوده في هذا التجمع سيطرح التزامات الدول تجاه العراق الذي قاتل نيابة عن العالم، وعندما يندحر اﻻرهاب في العراق يندحر في كل العالم اذ هدد اﻻرهاب "الداعشي" جميع الدول" واضاف "يجب ان يكون للعالم التزامات مادية ومعنوية تجاه العراق"، ونوه الطرفي بان "موضوع عقد مؤتمر للدول المانحة لن يكون بعيد الطرح عن رئيس الوزراء في لقائه مسؤولي الدول ﻻسيما ان العالم متعاطف مع العراق لما فعلته عصابات "داعش" بارضه".

من جانبه، اشار عضو البرلمان احمد صلال البدري في تصريح لـ "الصباح" الى ان "العبادي عليه ايصال العديد من الرسائل الى دول العالم خلال زيارته الى ميونيخ"، وقال: "لابد من مخاطبة المجتمع الدولي لتوفير الدعم المادي للعراق"، مشيرا الى ان "تنظيم "داعش" اﻻرهابي شارف على الزوال، وان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اعمار المناطق المحررة والتي تتطلب دعم الدول واقامة مؤتمر لإعادة بناها التحتية".  

بدورها، أوضحت النائبة ابتسام الهلالي لـ "الصباح" أن "زيارة العبادي الى ميونيخ من ضمن الزيارات التي يقوم بها ﻻعادة العراق إلى موقعه المميز في الوضعين الأقليمي والدولي"، وقالت: إن "مكافحة اﻻرهاب داخل العراق وحشد الدعم الدولي ومسار العلاقات العراقية-الأميركية، ستكون من أبرز الملفات التي سيطرحها العبادي على زعماء العالم".



500 شخصية

وتستضيف مدينة ميونيخ الألمانية غداً الجمعة، المؤتمر الذي ينعقد منذ العام 1963، بمشاركة 500 شخصية بينهم 100 من زعماء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والدفاع، منهم 47 وزير خارجية و30 وزير دفاع، وبحضور كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والامين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ونائب الرئيس الاميركي مايك بنس، ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بينما لم تتأكد مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحسب الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.



قضايا وتطورات

وصرح رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن وولفغانغ ايشينجر في جلسة حوارية في ولاية بافاريا أمس الأربعاء ان "مستقبل اوروبا في ظل التطورات الدولية والحرب في سوريا سيكونان أبرز ملفين في المؤتمر".

ويرى إيشينجر، ان "النظام الأمني الدولي اليوم هو على الارجح أكثر تقلبا مما كان عليه في أي نقطة أخرى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية"، معطياً لمحة أولى من موضوعات مؤتمر الأمن في ميونيخ وعرض تقرير الأمن الجديد تحت عنوان: "ما بعد الحقيقة، مشاركة والغرب، في مرحلة ما بعد النظام"، ويجمع التقرير مجموعة متنوعة من التحليلات والبيانات والإحصاءات، والرسوم البيانية، والخرائط على التطورات والتحديات الرئيسة في مجال الأمن الدولي، كما وجه رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت في جلسة بافاريا ذاتها موضوعات التقرير الرئيسة وقال: "كانت هناك بالفعل ثلاثة أحداث بارزة توضح التحديات وهي؛ تغير الإدارة في الولايات المتحدة وخطاب تنصيب دونالد ترامب؛ طلب بريطانيا رسميا ترك الاتحاد الأوروبي، والإصلاح الدستوري الوشيك في تركيا".

ورغم تركيز المؤتمر على القضايا الأوروبية وعلاقات دولها بالمتغيرات الدولية في الولايات المتحدة وروسيا، وملف الأزمة السورية، إلا أن قضايا محاربة الإرهاب والحرب على "داعش" في العراق والتعاون الدولي في هذا المجال، ستكون ضمن برنامج المؤتمر الدولي

 المهم. 

علق هنا