بغداد- العراق اليوم: لا يزال العراق يعاني من أزمة تخارج شركة إكسون موبيل الأميركية من حقل غرب القرنة1 النفطي؛ إذ تسعى البلاد لإيجاد شركة أميركية خوفًا من هيمنة الصين، ولكن تظل شركة نفط البصرة المملوكة للدولة عائقًا. وتضمنت أحدث الجهود تشكيل تحالف بقيادة شركة خدمات النفط الأميركية هاليبرتون، لكن يبدو أن هذه الخطوة تواجه معارضة من شركة نفط البصرة الحكومية، حسبما أفادت مجلة "ميس" الاقتصادية. أعلنت شركة إكسون موبيل خططها للتخلي عن حقل غرب القرنة1 في أبريل/نيسان، بعد أن أبلغت بغداد قبل 3 أشهر بخطتها لبيع حصتها التشغيلية البالغة 32.7% إلى شركة النفط الوطنية الصينية -شريكتها التي تمتلك 32.7%- وشركة سينوك الصينية. والشركاء الآخرون في الحقل هم إتوشو اليابانية (بنسبة 19.6%) وبرتامينا الإندونيسية (بنسبة 10%) والشركة العراقية الحكومية للتنقيب عن النفط (5%). إلّا أن العراق -الذي كان قلقًا من الهيمنة الصينية المتزايدة على عمليات التنقيب والإنتاج في البلاد- أوقف الصفقة. ومنذ ذلك الحين، سعت وزارة النفط لاستبدال شركة أميركية أخرى بإكسون موبيل، في حين تحرص شركة نفط البصرة على الاستحواذ على الحصة نفسها. صفقة ضخمة قد تصل قيمة صفقة تخارج إكسون موبيل من حقل غرب القرنة1 إلى 500 مليون دولار، حسب تقرير لوكالة بلومبرغ العام الماضي. وأخبر وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل عبدالجبار، البرلمان أنه يحتاج إلى "نحو 400 مليون دولار" لشراء حصة إكسون موبيل، بينما أوضحت مصادر أن شركة النفط الوطنية الصينية عرضت دفع 350 مليون دولار مقابل حصتها من الصفقة. على الرغم من قيام إكسون موبيل برفع دعوى تحكيم بشأن رفض العراق السماح ببيع حصتها، كان مديرو الشركة حاضرين في بغداد في أكتوبر/تشرين الأول، عندما حصلت شركة شلمبرجيه على عقد بقيمة 480 مليون دولار لحفر 96 بئرًا جديدة في حقل غرب القرنة1. حتى إن وزارة النفط نقلت عن الرئيس الإقليمي لشركة إكسون موبيل، طاهر حامد، في الحفل، قوله، إن العملاق الأميركي "فخور" بـ"سجلّ عمله في العراق"، و"علاقته بوزارة النفط" دعم الجهود الوطنية قال نائب مدير شركة نفط البصرة لجولات التراخيص، حسن محمد، إن اقتراحًا لشركة هاليبرتون لتحلّ محلّ إكسون موبيل في الحقل كان "خيارًا متاحًا"، بعد إنهاء تخارج إكسون موبيل. وشدد -في مؤتمر صحفي عُقد 1 ديسمبر/كانون الأول- على أن شركة نفط البصرة لديها "رغبة قوية" في السيطرة. كانت هذه التصريحات تكرارًا لقرار اتّخذه مجلس إدارة شركة نفط البصرة -في اجتماعه في 30 أكتوبر/تشرين الأول للتوصية- بأن تستحوذ الشركة الحكومية نفسها على الحصة "لدعم الجهود الوطنية". كان مجلس الإدارة قد استمع إلى عرض تفصيلي لاقتراح هاليبرتون، وفقًا لبيان نفط البصرة. تحالف بطلب حكومي في الواقع، ستكون صفقة كبيرة لشركة هاليبرتون أن تصبح مشغّلًا للتنقيب والإنتاج، بحسب ما أكدته "ميس". إذ أوضحت المجلة أن هاليبرتون تشارك في المناقشات للاستحواذ على حصة إكسون موبيل، وسيكون هذا جزءًا من تحالف يجمع هاليبرتون مع وود غروب البريطانية وشركة الاستثمار الأميركية تويلف سيز. وأوضحت مصادر الصناعة أن الاقتراح كان في الأصل "بناءً على طلب الوزارة". أشارت "ميس" إلى أن وود غروب ستصبح المشغّل، وأن دور هاليبرتون سيكون إدارة خدمات حقول النفط، إذ تواصلت الشركتان بعد ذلك بـ تويلف سيز لتنظيم التمويل. وسيلزم ذلك توفير تويلف سيز لرأس المال من خلال شركة استحواذ ذات أغراض خاصة مُدرجة في بورصة ناسداك. عائد اقتصادي.. وسياسي قالت شركة الاستثمار الأميركية تويلف سيز، إن هدفها سيكون له "قيمة رأس مال تتراوح بين 800 مليون دولار و8 مليارات دولار"، وهي إلى حدٍ ما أعلى من القيمة المحتملة لحصة إكسون موبيل في حقل غرب القرنة1. ومن الواضح لماذا سيكون الاقتراح جذابًا من الناحية السياسية لبغداد، إذ إن امتلاك مشروع مُدرج في بورصة ناسداك يتضمن شركة أميركية كبرى مثل هاليبرتون من شأنه أن يخفف وطأة خسارة إكسون موبيل. وسيكون التحالف أيضًا قادرًا على تحمّل شراء حصة إكسون موبيل في حقل غرب القرنة1. موقف نفط البصرة في حين إن المشروع الذي تقوده هاليبرتون جاء تلبية لطلب وزارة النفط، فإن شركة نفط البصرة لديها موقف مختلف للغاية. إذ أعرب نائب مدير التخطيط، أحمد دهيم، وهو عضو في مجلس إدارة شركة النفط الوطنية العراقية المعاد تشكيلها، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في 1 ديسمبر/كانون الأول عن دوافع شركة نفط البصرة للاستحواذ على حصة شركة إكسون موبيل. قال دهيم، إن مشاركة شركة نفط البصرة في حقل غرب القرنة1 ستعزز ربحية الشركة، كما ذكر بأنه "سيقلل من وجود شركات النفط العالمية" في البلاد، على الرغم من قوله أيضًا، إن نفط البصرة ستكون منفتحة أمام الشركات الأجنبية بوصفها "شركاء". استشهد دهيم بخبرة شركة نفط البصرة في حقل الزبير وتشغيل حقل مجنون بقدرة 250 ألف برميل يوميًا، دليلًا على قدرة الشركة على أن تحلّ محلّ إكسون موبيل في حقل غرب القرنة1، مضيفًا أن نموذج أعمالها "منافس لشركات النفط العالمية". مع ذلك، معرفة ما إذا كانت شركة نفط البصرة لديها القدرة على إضافة غرب القرنة1، إلى جانب مسؤولياتها الحالية، هي مسألة أخرى، خاصةً إذا كانت ستصبح مشغّلًا. وربما يكون الأمر الأكثر صلة بالموضوع، كيف ستدفع شركة نفط البصرة ثمن الحصة، إذ أوضحت إكسون موبيل أنها تتوقع الدفع نقدًا، بحسب مجلة "ميس". في نهاية المطاف، إذا كان هناك أيّ تقدّم، فمن شبه المؤكد أنه سيتعين الانتظار حتى تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بعد إجراء الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول.
*
اضافة التعليق