بغداد- العراق اليوم: في مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي، الذي انعقد بتاريخ ٢٤ تشرين الثاني الحالي، ولا يزال منعقداً، قدم ( شيخ المناضلين) كريم احمد كلمة بالمناسبة استعرض فيها قصة ساعة المناضل فهد ووصيته، وقال: (حينما حكمت المحكمة العرفية ببغداد باعدام قادتنا الأماجد سنة 1949، ومنهم الرفيق الخالد يوسف سلمان (فهد)، وقبل سويعات من صباح 14 شباط اليوم المشؤوم لتنفيذ الحكم، طلب الرفيق فهد من سجانيه، وكآخر طلب له قبل ان يفارق دنياه، أن يختلي لوحده باحد السجناء وهو رفيق شاب من المحكومين بالسجن وليس الاعدام، فلبوا طلبه ولم يرفضوا ولم يراقبوه. فانفردا بزاوية من الزنزانة وطلب منه ان ينقل رسائل شفوية عبر باقي الرفاق السجناء إلى خارج السجن ثم انتزع من معصمه ساعة ووضعها في يد الرفيق الآخر وقال له: كل ما املك هو هذه الساعة ارجوك ايصالها الى الرفاق حال الافراج عنك وهي امانة عندك ولكنها ملك للحزب، وكان يعرف الضائقة التي المت باعضاء الحزب وكوادره المتبقية خارج اسوار السجون والفترة الحالكة في كل البلاد جراء الارهاب والملاحقة والاختفاء وقلة ذات اليد. واعدم الرفيق فهد وضلت ساعته امانة لدى رفيقنا الشاب لحين الافراج عنه، وحال تم ذلك استطاع ان يتواصل مع رفاق يعرفهم معرفة جيدة وارتأى ان يسلم الامانة بعد وثوقه من انها ستصل إلى قيادة الحزب كذكرى عزيزة من رفيق عزيز شهيد، وذلك في عام 1953 وجرى تسليمها لي شخصيا، وكنت حينها اتولى في بغداد قيادة الحزب مع رفاق اخرين، ولكن كانت معها رسالة من (بهاء الدين نوري) يشرح فيها كل ما جرى تلك الليلة أي قبل تنفيذ الحكم بساعات معدودات وربما يبدو أن الرفيق مصعب (اسمه الحركي او الصحيح لا اذكر) كان حتى لا يعرف القراءة والكتابة أو ليس ضليعا بهما حاله حال معظم أبناء العراق انذاك، وها انا بعد 72 عاماً من الاختفاء والملاحقة والنضال الشاق احتفظت بهذه الامانة الثمينة واليوم حان الوقت لاسلمها إلى حزب فهد وانفذ وصيته) . هكذا هم الشيوعيون العراقيون كانوا ومازالوا مدرسة في الوفاء والأمانة والنزاهة والشرف.
*
اضافة التعليق