سكرتير الحزب الشيوعي العراقي يكشف اسباب انتهاء التجربة مع الصدريين وانشقاق الحزب الشيوعي الكردستاني عن الحزب الام

بغداد- العراق اليوم:

أكد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، أن الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت مؤخراً في العراق أظهرت تغييرا في توجهات الناس، مشيراً إلى عدّة أسباب دفعت الحزب الشيوعي للعزوف عن المشاركة في العملية.

وقال فهمي ، إن "الحزب اجرى استفتاء داخل نطاق الحزب شارك فيه أعضاء الحزب حول مسألة المشاركة في العملية الانتخابية، وطالبت الأغلبية بعدم المشاركة لمجموعة اسباب، منها الشروط البيئية والسياسية والأمنية العامة لم تكن مناسبة، وكذلك عدم استيفاء المنظومة الانتخابية للشروط المطلوبة".

وأضاف فهمي ان التطورات اللاحقة للانتخابات عكست رسالة مهمّة للمجتمع العراقي بطريقتين، الأولى هي العزوف الكبير  ومقاطعة العملية الانتخابية وذلك يعكس فقدان الثقة بين الشعب والمسؤولين، بحسب تعبيره.

والرسالة الثانية كانت بتغيير وجهة التصويت، وفوز شخصيات مستقلة ومقربة من المتظاهرين بنسبة كبيرة من الأصوات مقابل انخفاض شعبية القوى الأخرى والأصوات التي حصلت عليها، مبيّناً أن ذلك أظهر تغييراً في توجهات الناس.

واوضح سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ان "هناك نوعاً من الاستغراب في التعامل مع النتائج الانتخابية، وان القوى التي خسرت المقاعد كانت بنفسها تتوجه لنا اثناء فترة مقاطعتنا للانتخابات وتؤكد أن العملية ستكون نزيهة والطريق الانتخابي هو الطريق الوحيد للتغير" لافتاً إلى ان تلك القوى "كانت اطرافاً مشاركة في كل مراحل بناء المنظومة الانتخابية"، ومؤكداً "يجب القبول بالآليات القانونية التي تخص القبول بالنتائج".

وعن تحالف الحزب الشيوعي مع تحالف سائرون سابقاً، قال فهمي ان "التحالف لم يأت فجأة بدون مقدمات، وكان هناك في الفترة منذ 2015 إلى 2017 حركة احتجاجية كبيرة أطلقتها القوى المدنية، كان للحزب الشيوعي دور أساسي في هذه الحركة ومطالبها، وجاء التيار الصدري واشترك في الحملة لاحقا".

فهمي أكد أنه حدث تفاعل كبير بين الحزب الشيوعي والتيار الصدري من منطلقات مختلفة واشترك الطرفان بمجموعة أهداف تشكل عناوين للإصلاح ضد المحاصصة والفساد.

وأوضح فهمي ان "البرنامج الذي تم الاتفاف عليه في نطاق سائرون كان جيداً، ولم يشوب العلاقة بين الأطراف المتحالفة اي تعقيد، لكن عندما بدأت الانتفاضة كان للحزب الشيوعي موقف احتجاجي على البرلمان لأنه لم يقم بما يكفي لمنع عمليات القمع التي حدثت ومساءلة المسؤولين، ولم يتّخذ سائرون موقفاً من المجريات، بالتالي لم يرغب الحزب بتحمّل نتائج ذلك الموقف"، لذلك قام الحزب بالانسحاب وانتهى التحالف الانتخابي.

وتابع: "لكلّ تجربة ظروفها، نحن الآن كما قمنا بتقييم الوضع آنذاك، لم يتم العمل على برنامج العمل الذي تم إعداده ليأخذ مداه، لم ينعكس البرنامج كما كان ينبغي على الصعيد الجماهيري، بالتالي لم يخلق البرنامج ديناميكيات خارج اطار التحالف البرلماني".

فهمي ذكر ان الحزب سيعقد مؤتمراً يوم الأربعاء 24 تشرين الثاني لاختيار أعضاء اللجنة المركزية، وستقوم اللجنة المركزية بدورها في اختيار سكرتير الحزب فيما بعد.

واوضح أنه "تاريخياً كان للحزب خصوصية في إقليم كردستان، وبعد عام 1991 بدأت تظهر الحاجة لتطوير فرع الحزب هناك، فتشكل الحزب الشيوعي الكردستاني في اطار الحزب الشيوعي العراقي، لكن بعد تشكيل إقليم كوردستان بوضعه الحالي واصدار قانون الأحزاب تشكّل الحزب الشيوعي الكردستاني وأصبح تنظيمياً لديه كيان خاص مستقل عن كيان الحزب الشيوعي العراقي، مستدركاً بأن للحزبين روابط تاريخية وكفاح مشترك وعلاقات متميّزة.

يشار إلى أن الحزب الشيوعي أمتنع عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في العراق بشهر تشرين الاول الماضي، وذلك لعدة اسباب منها عدم ملائمة الوضع السياسي والأمني في البلد لإجراء العملية وفقدان مفوضية الانتخابات للشروط المناسبة، وفقاً لتصريحات مسؤولي الحزب.

علق هنا