بغداد- العراق اليوم: خبز باب الآغا ،، مازن الحيدري لم يخطر في بالي يوما ان بمقدور خبز باب الآغا تجاوز حدود الحيدرخانة والميدان وحافظ القاضي وعگد النصارى والسنك وتبة الكرد وباقي المحلات المحيطة بشارع الرشيد والوصول الى كافة محلات بغداد بكرخها و رصافتها ومن ثم تجاوز الحدود الادارية لمدينة المنصور وبلوغ حواضر وقرى المعمورة من اقصاها الى اقصاها !! حار و مگسب و رخيص !! تلك هي مواصفات خبز باب الآغا التي منحته جواز مرور الى كافة اصقاع الارض وصار مثلاً يصلح لكل زمان ومكان !! فمن منا لا يرغب بالحصول على رغيف خبز بهذه المواصفات وإن كان البعض يتجنب الحالة المقرمشة في مرحلة من مراحل العمر التي يرافقها تراجع عدد الاسنان في الفكين بشكل ملحوظ مع ضعف عام في اداء الجهاز الهضمي !! وبعيدا عن تفاصيل الخبز الذي يرتبط عندي بشكل مباشر بذلك القرص الخارج من فوهة التنور الطيني والذي لم يستطع الصمون الحجري او العيش اللبناني أو اي نوع من انواع الصمون المنتج في الافران الكهربائية سواء كان عراقيا او فرنسيا او ذلك القالب الصندوقي الشكل المدعو باللوف !! لم تستطع كل هذه الاصناف المساس او منافسة رغيف الخبز العراقي الذي استند عليه مثلنا الشهير وغناه مطربنا الغزالي حين تناوله من يد المحبوبة الجميلة ليعتاش عليه عام كامل !! في زمن العولمة اختلفت الامور بشكل كبير ولم تعد الحدود المغلقة وقيود منع السفر عائقا كبيرا امام التعرف على مايجري ويدور في مختلف بقاع العالم عبر شبكة الاتصالات العنكبوتية واصبح بامكاننا الولوج الى عوالم متنوعة والاطلاع على تفاصيل حضارات وعادات لمجتمعات تبعد عنا الاف الأميال اضافة الى متابعة الاخبار واحداث الساعة بشكل مباشر دون تأثير لعوامل التوقيت والجغرافيا ، كل ما يتطلبه الأمر توفير خدمة انترنيت بمواصفات ثلاثة : سرعة وكفاءة وكلفة قليلة تتيح لنا الولوج الى عالم اليوم عبر نفس بوابة خبز باب الآغا : حار ومگسب ورخيص !! كاليفورنيا 18 تشرين الثاني 2021
*
اضافة التعليق