بغداد- العراق اليوم: بعد مرور اكثر من أسبوع، على (نكبة محافظة ميسان)، بإصابة اكثر من 500 مواطن بتسمم، لم تعلن نتائج التحقيق باسباب هذا التسمم رغم تشكيل لجنة تحقيقة خاصة بهذا الامر. وأصيب اكثر من 500 مواطن بحالة تسمم، نتيجة تناولهم (الفلافل)، من احد مطاعم المحافظة، مما وضعت مستشفيات المحافظة على المحك، وكشفت الإمكانيات المتواضعة التي تملكها هذه المستشفيات وعدم امتلاكها للأدوية اللازمة لعلاج المصابين، الذي يشترون دوائهم من خارج المستشفى وعلى حسابهم الخاص. ووجهت أصابع الاتهام في حينها الى محل (فلافل)، صغير في المحافظة، حيث قامت الأجهزة الصحية والأمنية في المحافظة باغلاق المحل، لكن بعد تأخر نتائج التحقيقات وظهور تداعيات جديدة بتسمم اخرين في الفترة التي كان فيها المطعم مغلق، قام السلطات بارجاع المطعم ومشاركة المواطنين في افتتاحه مرة أخرى. وبرأ حيدر السعيدي شقيق احد المصابين بحالات تسمم في محافظة ميسان، محل الفلافل من هذه التهمة، كاشفا عن تفاصيل جديدة صادمة. وقال السعدي ان "الموضوع تجاوز موضوع الإصابات، التي مر عليها اكثر من أسبوع دون اعلان اي نتائج واقعية وحقيقية للتحقيقات". وأضاف، ان "اصابع الاتهام وجهت بشكل متعمد لصاحب مطعم صغير، وهذا الامر لم يكن معقول، لكن يبدو ان هناك تفاصيل بالموضوع منها بان التسمم كان مصدره المياه التي تأتي من مشروع الماء في المحافظة". وأوضح، انه "ما يؤكد صحة هذا الامر، هو ان هناك العشرات من المصابين بالتسمم، لم يكن مصدر تسممهم محل الفلافل الصغير". واكد محاولة الأهالي "باللجوء الى القضاء لتقديم شكوى على الحكومة المحلية وصحة المحافظة، مبديا استغرابه من "ان النتائج التي اعلنتها الصحة برأت صاحب المطعم الا انه لازال موقوفا". في هذه الاثناء، ردت صحة محافظة ميسان، على ذوي المصابين بالتسمم ، بتبرأة صاحب مطعم الفلافل، وكذلك نفت ان يكون مصدر التسمم هي المياه التي أشار اليها السعدي. وقال مدير اعلام صحة ميسان محمد الكناني، ان "النتائج المتوفرة لدينا بشان حالات التسمم اعلنت قبل أيام، حيث اظهرت ان الطعام في المطعم لم يكن ملوث وان مياه الشرب أيضا لم تكن ملوثة". وأضاف، ان "الصحة تحاول التأكد من الامر، وقامت بارسال عينات من جثث المتوفين للطب العدلي في مدينة الطب في بغداد، وهي تنتظر النتائج لتشخيص الامر بصورة دقيقة". وأشارت التقارير الإعلامية في اول لحظات التسمم، بان ذوي المصابين كانوا يشترون الدواء للمصابين من خارج المستشفى، لعدم امتلاك المستشفيات أي ادوية. وافاد مصدر في محافظة ميسان، الأسبوع الماضي بارتفاع، حالات التسمم في المحافظة. وقال المصدر ان "عدد الاصابات بالتسمم ارتفع الى 500 حالة". وكانت اخر احصائية كشفت عنها دائرة صحة ميسان، صباح الثلاثاء، هي ما يقارب الـ 400 حالة. وقال الناطق الإعلامي باسم الدائرة محمد الكناني، في حينها، إن "حصيلة حالات التسمم في المحافظة ارتفعت الى 390 حالة تسمم، غالبيتهم غادروا المراكز الصحية باستثناء 17 حالة حرجة ما تزال تحت العناية المركزة". وكان قائد شرطة ميسان اللواء حسن السراي، أوعز ، الى كافة الجهات التحقيقية بمتابعة حالات التسمم، وعدم التهاون بملابسات الحادث وعرض التقرير التحقيقي أمام أنظاره بالسرعة الممكنة لاتخاذ ما يلزم بصدده. وعلى إثر ذلك، ذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، في بيان أن "قاضي محكمة تحقيق العمارة اتخاذ الإجراء القانوني بتوقيف صاحب المطعم و6 متهمين آخرين على خلفية حالة تسمم غذائي لعشرات المواطنين ووفاة أحدهم". وروى المواطن علاء كريم لعيبي الذي أصيب بحالة تسمم، الحادثة بالتفصيل، وأشار الى ان جميع من اكل الفلافل في المطعم أصيبوا بالتسمم. وقال لعيبي انه "في الساعة العاشرة مساء ذهبت مع أصدقائي الخمسة، لاكل الفلافل من احد المطاعم، وكانت الأمور حينها طبيعية جدا، لكن بعد ساعة وبالتحديد في الساعة الحادية عشر، بدأت تظهر علينا اعراض متشابهة، وهي ارتفاع درجات الحارة ومغص حاد". وأضاف "نحن في المستشفى منذ ثلاثة أيام، ولم تطرأ علينا أي حالة تحسن، بل بالعكس ان حالتنا تسوء اكثر، ولا نعرف السبب، داعيا "دائرة صحة ميسان والقوات الأمنية في المحافظة، الى تعميم إجراءات صحية من شانها الحفاظ على صحة المواطن، وعدم السماح للمطاعم بالعمل الا بعد الحصول على شهادات صحية". وكلان لعيبي، أكده المواطن، رحيم محسن بدن، (من ذوي احد المصابين)، الذي اكد ان حالتهم الصحية تسوء كلما تقدم الوقت. وقال بدن ان "حالة المصابين تسوء يوما بعد يوم، والمستشفى لا تملك أي ادوية، الا الـ "فلاجين" فقط، مطالبا دائرة صحة المحافظة، الى "اخذ دورها الرقابي، ومنح إجازة للمطعم ومراقبتها من قبل القوات الأمنية". وأضاف، ان "محافظة ميسان أصيبت بنكبة كبيرة، لان اعداد المصابين ليست هينة، ما تستدعي من الجهات الحكومية الى الاهتمام بهذه النكبة وإنقاذ المصابين منها". اما المواطن، حيدر كريم لعيبي، فقد اكد، ان المسؤولين في مستشفى الصدر، لم يعطوننا أي نتيجة عن الحالة الحقيقية لا بناءنا المصابين ، هل هي حالة تسمم فقط، ام اصابتهم بمرض اخر غير التسمم. وقال لعيبي ان "الاعراض بدأت عليهم، بمغص وارتفاع درجات الحرارة، واسهال، حيث ذهبنا بهم الى مستشفى الميمونة، التي حوتنا بدورها الى مستشفى الصدر". وأوضح "عند ذهابنا الى مستشفى الصدر، كنا نتوقع ان نلقى إجراءات افضل من إجراءات مستشفى الميمونة، لكن صدمنا باننا تعرضنا لنفس الإجراءات". واكد، ان "المستشفى لا تمنح الدواء للمرضى، انما ترسلنا الى الصيدليات خارج المستشفى وعلى حسابنا الخاص، مشيرا الى، ان "المرضى لم تطرأ عليهم أي تحسن لحد". الى ذلك اكد، مدير عام صحة محافظة ميسان الدكتور، علي العلاق، ان مستشفى الصدر التعليمي في محافظة ميسان استقبلت مجموعة من الإصابات بالاسهال الشديد وارتفاع درجات الحرارة، وشخصت انها تسمم غذائي. وأضاف انه "بعد الفحص والتحري عن الموضوع تبين ان مجموع المصابين، تناولوا الطعام من مطعم واحد، حيث تم تشكيل فرق من صحة المحافظة والامن الوطني، للتقصي عن الموضوع". وتابع، انه "تم التوجه سريعا الى المطعم واخذ نماذج من اجل الفحص المختبري، حيث ما زال الفحص الكيمياوي في طور اعلان النتائج لاتخاذ الإجراءات بحق المتسبب".
*
اضافة التعليق