بغداد- العراق اليوم: ليس عنواناً تهويلياً يراد منه احداث ضجة كبرى، أو كسب متابع، أو اثارة صحافية لجذب القراء، لكن على مدى اليومين الماضيين، تابعنا ان العالم كله، بدوله، وبأنظمته السياسية، وزعاماته الروحية، وبدبلوماسيته، بواصل حملات الإدانة والشجب والاستنكار لهذه الفعلة الشنيعة، بحيث لم يبق في العالم من له صلة بالعراق او الشرق الأوسط الا وبادر لإدانة هذا الفعل المشين، واعتبره تهديداً دولياً عابراً لحدود الجغرافيا العراقية، ولكن لمَ كل هذا حصل؟. في الواقع السؤال مهم واجابته قد لا تتسع هذه العجالة لاستيعابها، لكن بالمختصر المفيد نقول ان العراق وبقيادة الكاظمي مثل جبهة متقدمة في الحرب ضد الإرهاب وتنظيم داعش، ونجح الرجل في عملية تفكيك هياكل تنظيم الرعب، ودمر خلايا الموت السرطانية، واجهز على مخالب وحش التطرف العنيف، واخترق اوكار ذئاب القتل البشرية، لذا فأن استهدافه مثلٌ أملاً لهذه الجماعات واستعادة لقوتها، لو نجح في ان يؤدي غرضه، ولكن العملية باءت بالفشل وانتهت بسلام. ثم ان نقطة مهمة اخرى تجيبنا على سؤالنا عن سر هذا القلق، والاهتمام العالمي، فالكاظمي جنب المنطقة حرباً كانت على الابواب، وكاد الشرق ان يغرق بالدم، خصوصاً ايام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، الرجل الذي اجج الصراع مع ايران ومحور ايران، ولكن الكاظمي كان بالمرصاد لهذه المحاولات واستطاع بحكمة ودبلوماسية خالصة ان يعيد الجميع الى طاولة الحوار، وانتهى الامر الى تسويات، صحيح ان بعضها لم يحسم لغاية الان، لكنها خفضت التوتر، وقلصت فرص الحرب، وعززت جبهة السلام العالمي. امر اخر ينبغي ان نذكره، فاستنفار العالم وقلقه من تداعيات هذه العملية القبيحة، كانت تنبع أيضاً من الخوف من حرب أهلية دامية في العراق، تغرقه بالدماء، وتعيد التوتر اليه، وتحوله لبؤرة دائمة الخطر على السلم المجتمعي الشرق اوسطي، في مجتمعات تحاول كبت تنوعها الداخلي، والحفاظ على اسس موضوعية لبقائها مستقرة. نعم، كانت العملية تهديداً مباشراً لوحدة وسلامة العراق والمنطقة والعالم، وفشلها مثلٌ نقطة ارتياح لكل العالم الحر الساعي للسلم والأمن الاهلي. اذلك قامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذه المحاولة الإجرامية .
*
اضافة التعليق